لماذا التشدد في موضوع الحجاب؟!

س: يشكل البعض من بيئة المتدينين والملتزمين بالستر والحجاب وأيضًا هذا الإشكال يطرحه أصحاب التجديد والحرية والتطور: لماذا نتشدد ونهتم بالستر والحجاب، ونتمسك بهذا المبدأ، ونحن نعلم كيف سيكون حالنا بعد سنوات قليلة، حيث لن يبقى منا من يتمسك بالحجاب وعباءة الرأس؟! وهذا الشيء ملموس وواضح ويأتي بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة، فسيكون من الطبيعي بعد سنوات أن ينظر لعباءة الكتف أفضل من الكشف، ثم الكشف أفضل من رص العباءة، وهكذا، كما هو حالنا الآن حيث أصبح النقاب شبه طبيعي حتى الملتزمات يلبسنه فلا يكون استنكار.

لذلك يقول هؤلاء: لماذا هذا التشدد والمحافظة، مع أن أبناءكم في المستقبل لن يكونوا كحالكم؟! فاتركوا الوضع يسير بشكل طبيعي، ولا تفتحوا مواضيع الحجاب، ولا تتشددوا في ذلك، فإن هذه المسألة كسائر الأفكار الجديدة التي تكون للناس ردة فعل قوية تجاهها ثم مع الأيام يتنازلون!! فما فائدة الوقوف أمام هذا المد والمستقبل لن يكون كما نريد شئنا أم أبينا؟

 

الجواب

ج: من البديهيات أنّ كل فعل إذا تكرر في المجتمع فإنه يصبح مألوفاً وغير مستنكر ، حتى لو كان حراماً ، كما هو الحال بالنسبة للزنا وشرب المسكرات في المجتمعات الغربية ، وحلق اللحية في المجتمعات الإسلامية ، ولكن صيرورته مألوفاً لا يلغي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتعليم الناس وتربيتهم على أنه من المحرمات .

وهكذا يقال بالنسبة للألبسة غير الشرعية أياً ما كانت ، فإنها وإن كانت تؤلف بالتكرار إلا أن ذلك لا يلغي وظيفتنا الشرعية تجاهها ، وإن طغت على المجتمع كله .

وهذه هي محنة الأنبياء عليهم السلام ، فإن الله قد بعثهم لمواجهة الانحرافات المتأصلة والمألوفة ، والتي لشدة ألف الناس بها كانوا يستنكرون ما يأتي به الأنبياء في قبالها .

مما يعني أن وظيفة النهي عن المنكر ثابتة ، سواء انزجر المجتمع أم تمادى في طغيانه وانحرافاته ، وبذلك يمتاز الصالحون عن المنحرفين ، وكلُ ما جاء ذكره في السؤال ما هو إلا هرطقة شيطانية لا هدف منها إلا ثني أهل الإيمان عن أداء وظيفتهم الشرعية اللازمة .

تعليق واحد على “لماذا التشدد في موضوع الحجاب؟!”

  1. ان الله تعالى استعبد المرأة بالحجاب كما استعبدها بالصلاة. ولان وضعها التكويني مختلف عن الرجل من ناحية الخلقة فجعل فيها جاذبية الرجل من اجل التزاوج والتوالد. هنا فرض عليها ضوابط شرعية من ناحية الستر والالتزام والاحتشام لكي لاتكون غرضا خبيثا لاثارة الغرائز والشهوات وجعل المجتمع المسلم يعيش حالة من الحيوانية البهيمية امرها بالستر وشدد عليها وقال (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *