س: هل تكرر استعمال لفظ في القرآن في معنى خاص بنسبة عالية جدًا دليل على أن هذا المعنى حقيقي؟ فقد ادعي أن الإرادة استعملت غالبًا في القرآن بمعنى الإرادة التكوينية، وعليه فهي في آية التطهير تدل على التكوينية، ومن يدعي الخلاف عليه إقامة الدليل وبيان القرائن.
الجواب
ج: لا يخلو المعنى الذي استعمل فيه اللفظ إما أن يكون معنى حقيقياً مشتركاً أو معنى مجازياً ، وعلى كلا التقديرين فإن تعينه في قبال المعنى الآخر يحتاج للقرينة .
ومقتضى القاعدة في صورة دوران الأمر بين المعنى الحقيقي والمجازي – ما لم تكن قرينة على الأخير – هو الحمل على الحقيقي ، لأصالة الظهور فيه ، وفي مورد دوران الأمر بين المعنيين الحقيقيين المشتركين – وعدم القرينة على أحدهما – هو التوقف .
وعلى ذلك ، فإنّ كثرة الاستعمال إن بلغت إلى حد الاستغناء عن القرينة ، بحيث تحقق الوضع التعيني للفظ في معناه الجديد ، أمكن حمل اللفظ عليه حينئذ من غير محذور ، كما قد يدعى ذلك بالنسبة لعنوان ( أهل بيتي ) الوارد في لسان النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، وإن لم تبلغ إلى الحد المذكور فإنها ليست من موجبات الظهور ، والقاعدة فيها هي ما تقدم .
ودعوى أكثرية استعمال لفظ الإرادة في القرآن في خصوص التكوينية ، لم أتحققها ، ولكن في ذهني أن الآيات التي استعملته في خصوص التشريعية ليست بالقليلة .
ومع ذلك فإنني مقتنع بأن الإرادة في آية التطهير هي التكوينية ، إذ التشريعية لا تنسجم مع الحصر .