س: ما هو المقدم على الآخر: زيارة الحسين (ع) في يوم عرفة أم الحج المستحب؟
توجد رواية في فضل زيارة الحسين (ع) في يوم عرفة المروية في كامل الزيارات عن بشير الدهان ولكن هل يفهم بأن جواب الإمام الصادق (ع) له هو تأكيد على أن من فاته الحج فعليه بالزيارة بمعنى أن الحج له الأولوية وإن لم تستطع فعليك بزيارة الحسين (ع)؟
وهل نستطيع الجزم بنوع الحجة التي كان يريدها بشير الدهان هل هي حجة مستحبة أم واجبة؟
الجواب
ج: مما اشتهر في الكلمات – نصاً وفتوى – أفضلية زيارة سيد الشهداء عليه السلام على الحج ، ولا أعرف مخالفاً – من ذوي الشأن – في ذلك .
وأما رواية ( بشير الدهان ) : فإن له في كامل الزيارات خمس روايات في نفس الموضوع ، ولا يُستفاد من شيء منها تقديم الحج على الزيارة ، بل كل ما يستفاد منها أن بشيراً كان ملتزماً بالحج في كل سنة ، ولما تغيب عن الحج في إحدى السنوات استدعى ذلك من الإمام الصادق عليه السلام أن يسأله عن سبب تغيبه ، فلما أجابه بأنه قد عرَّفَ عند سيد الشهداء عليه السلام طمأنه الإمام بأنه لم يفته شيء من ثواب أهل الموقف ، ثم ترقى فأوضح له أن زيارة الحسين عليه السلام كزيارة الله في عرشه ، وهذا في قبال زيارته تعالى في بيته ، كما ذكر له أن زيارته يوم عرفة تعدل ألف حجة وعمرة متقبلتين .
ولما أثار هذا بشيراً قال متعجباً : ( وكيف لي بمثل الموقف ؟! ) ، ولكن الإمام عليه السلام غضب منه ، فبين له أن القضية أكبر من ذلك ؛ إذ أنّ لزائر الحسين عليه السلام في كل خطوة ثواب حجة بمناسكها .