س: هناك روايات تدل على أن أول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وآله ، ثم تفتق منه نور الإمام علي عليه السلام ثم سجدا لله تعظماً ، وفي ( أصول الكافي ) بسنده عن المفضل قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كيف كنتم حيث كنتم في الأظلة ؟ فقال : “يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا ، في ظلة خضراء نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده ، وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا” .
الإشكال: دائماً نسمع أن إبليس سجد لله سجدةً لم يسجد قبله أحد ، فهل صحيح أن إبليس سجدة سجدة لله تعالى لم يسجد له أحد قبله ؟ وإن صح ذلك كيف نوفق بينه وبين أن أنوار محمد وآله كانوا يسبحون ويقدسون الله قبل خلق كل شيء ، فهل يعقل أن سجدة إبليس أفضل من سجدتهم صلوات الله وسلامه عليهم ؟
الجواب
ج: ينبغي عزيزي لكي تشكل أن توثق مقدمات الإشكال ، وإلا فإن الإشكال يكون لا إشكال ، وبما أن واحدة من مقدمات إشكالك هي أن إبليس قد سجد سجدة لم يسجدها قط غيره ، فلا بد لك من توثيقها ، ثم تشكل ، وأما مجرد السماع فهو لا يكفي للتوثيق وبناء الإشكال .
على أنه لو تمت تلك المقدمة فهي لا تنافي روايات النور ، إذ الوجود النوري – بحسب ما جاء في رواياته – كانت عبادته هي التكبير والتسبيح والتهليل ، لا الركوع والسجود ، فلا يكون مشمولاً بما نقلتم في حق إبليس ، وإنما يختص ذلك بالملائكة الذين كان من عبادتهم السجود .