السؤال الأول
س1: ما الضعف الذي يقصده رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله: (إنّي أجد في بدني ضعفًا)؟ هل هو ضعف معنوي أم الضعف البدني أم أي ضعف كان يقصد؟
ج1: لم يقل صلى الله عليه وآله : ( إني أجد ضعفاً ) ليتسع كلامه لكل الاحتمالات المشار إليها في السؤال ، بل قال : ( أجد في بدني ضعفاً ) ، وبإضافته الضعف إلى بدنه الشريف يُعلم كونه ضعفاً بدنياً مادياً ، ولعله كان مرضاً أو تعباً .
السؤال الثاني
س2: هل الإمام علي والحسن والحسين عليهم السلام يعرفون رائحة الرسول صلى الله عليه وآله؟ ولماذا في حديث الكساء قالوا كأنها رائحة؟
ج2: من المقرر في الأدب أنّ ( كأنّ ) إذا كان خبرها جملة أو مشتقاً ، تفيد إبراز الظن والشك ، لا ( التشبيه ) ، فقول كل واحد منهم عليهم السلام : ( كأنها رائحة ) ليس للتشبيه ، وإنما هو لإبراز الظن ، كما عليه حال السائلين عندما يريدون الاستفسار عن قضية معينة يلمسون آثارها ، نظير قول الأب لولده حينما يرى عينيه محمرتين وآثار التعب بادية عليه : ( كأنك لم تنم البارحة ) .
السؤال الثالث
س3: لماذا كلما أقبل معصوم خصّ بالسلام النبي صلى الله عليه وآله، ولم يسلم على البقية الذين هم تحت الكساء، حتى أن جبرئيل سلم على النبي ولم يسلم على البقية، فما هو السر في ذلك؟
ج3: لعل تخصيص السلام برسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله ناظر إلى وجوده الجمعي المشار إليه بقولهم : ( أولنا محمد ، وآخرنا محمد ، وأوسطنا محمد ، وكلنا محمد ) ، فهم عليهم السلام بوجودهم النوري – المعبر عنه بالحقيقة المحمدية – وجود واحد ، فيكون السلام على أحدهم – بلحاظ هذه الجنبة الوجودية – سلامًا على الكل ، ولكن بما أنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أصل هذه الحقيقة اقتضى السلام عليه أولاً ، وبالسلام عليه يُسلّم على مَن معه .
السؤال الرابع
س4: هل صحيح أن السيدة زينب سلام الله عليها كانت موجودة في حديث الكساء بأن تكون الزهراء سلام الله عليها حاملًا بها؟
ج4: غير صحيح ، فإن حادثة الكساء قد حدثت بعد ولادة السيدة زينب عليها السلام بسنتين .
السؤال الخامس
س5: وجدت هذه العبارة في كلمات بعض علمائنا: (ونحن قد رتبناها على خمسة أبواب على عدد المعصومين الخمسة أهل العباء الذين هم حقيقة الأصول الخمسة المبحوث عنها في الكتاب)، فما هو المقصود من كون أهل العباء عليهم السلام هم حقيقة الأصول الخمسة؟
ج5: لا أعتقد أنه يريد بذلك مقابلة كل فرد من الخمسة عليهم السلام بما يقابله من الأصول الخمسة ، وإنما يريد القول بأنهم حقيقة الدين المتمثلة في الأصول الخمسة .
السؤال السادس
س6: قول الحديث: (ما خلقت سماء مبنية…) ألا يعارض القرآن الذي يقول في العديد من آياته: سخر لكم وخلق لكم…؟
ج6: هذه أغراض طولية ، فلا تنافي بينها ، فأنت عندما تؤسس جمعية ، قد يكون غرضك مساعدة الفقراء ، ثم توظف موظفين فيها ، وغرضك النهوض بالجمعية ، ثم تشتري لها أثاثاً ، وغرضك راحة الموظفين ، ولا شيء من هذه الأغراض ينافي الآخر ، بل كلها تصب في خدمة الغرض الأول .
فإن قيل : لا يمكن قبول هذه الأغراض الطولية ؛ لأن المسألة محصورة في حديث الكساء بـ ( ما ) النافية و ( إلا ) الاستثنائية ، حيث قال الحديث : ( ما خلقت … إلا ) .
قلنا : إنّ الحصر إنما ينفي الأغراض العرضية ، لا الطولية .