س: عندي أسئلة حول بعض أحداث واقعة الطف:
السؤال الأول
س1: الموقف الذي يذكره الخطباء من أن سيد الشهداء عليه السلام هومت عيناه بالنوم عند وداع جده المصطفى وجرى بينهم الخطاب الذي يصوره الشاعر: ضمني عندك يا جداه… هل هذا ثابت؟
ج1: نعم ، لقد ورد في مصادر تاريخية متقدمة ومقاتل معروفة ، ككتاب الفتوح لابن الأعثم المتوفى سنة 314 هـ ، ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .
السؤال الثاني
س2: نسمع من المشايخ والخطباء أن الإمام الحسين عليه السلام لم يشرب الماء ثلاثة أيام، ولكن هناك واقعة يرويها الشيخ المفيد مفادها أن السيده زينب عليها السلام (((لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقته وخرت مغشيا عليها، فقام إليها الحسين عليه السلام فصب على وجهها الماء)))، وهذه الحادثة ليلة العاشر؟؟
ج2: لا إشكال في ذلك ، فلعلّ الماء الذي تحدثت عنه رواية الشيخ المفيد طاب ثراه لم يكن صالحاً للشرب – كبعض مياه الآبار التي تكون شديدة الملوحة أو المرورة – وبالتالي فوجوده لا يتنافى مع قضية عدم الشرب ثلاثة أيام .
السؤال الثالث
س3: ما ينقل من أحداث ليلة العاشر حول بكاء السيدة زينب عليها السلام وكلامها الحزين مع الإمام الحسين عليه السلام وأنها قالت ردنا لحرم جدنا (وهذا القول لم أجده في كتاب اللهوف للسيد ابن طاووس) وعلى فرض صدوره من السيدة هل هذا الحال وهذا المقال يقلل من شأن السيدة زينب عليها السلام العالمة غير المعلمة التي تعرف حادثة كربلاء والتي أعدت لتكون شريكاً للإمام الحسين عليه السلام في نهضته؟
ج3: القول المذكور مشهور على ألسنة الخطباء ، ولكنني – في هذه العجالة – لم أقف على مصدره .
وإن صحّ فيحتمل أنها ( عليها السلام ) قد قصدت بسؤالها تهيئة النساء اللاتي معها وإعدادهن إعداداً نفسياً للصبر على مصائب عاشوراء ؛ إذ أنهن حين يسمعن من الإمام الحسين ( عليه السلام ) أنه لا مجال للرجوع إلى المدينة ، وأنّ البلاء أمامهن ، فإنهن يتهيأن لاستقبال ذلك ، ولعل ما يشاهدنه من معنوياته عليه السلام – وهو يخبرهن بذلك – يرفع من معنوياتهن .