س: ورد في الرواية عن النبي (ص): (إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها من النار)، فما المراد بإحصان الفرج؟ إن كان حفظه وصونه عما يشين، فهذا تعمله كثير من النساء، والظاهر أن الرواية فيها خصوصية لمولاتي الزهراء «عليها السلام»، فماهي الخصوصية؟ ومن جهة أخرى: ما هي العلاقة بين إحصان الفرج وتحريم ذريتها على النار؟
الجواب
ج: الإجابة عن السؤال الأول تتوقف على بيان مقدمتين :
1 / إنّ التعبير بـ ( إحصان الفرج ) تعبير كنائي عن العفة والصيانة ، فيشمل كل مظاهر العفة ومراتبها ، حتى على مستوى النظر والكلام وغيرهما .
2 / إن العفة عنوان مقول بالتشكيك والتفاوت ، فيطلق على المرأة المتعففة عن العلاقات المحرمة ، كما يطلق على المرأة التي لم تنظر نظرة محرمة ، وهكذا .
وإذا عرفت ذلك تعرف أن المصداق الأكمل للعفة والصيانة والإحصان هي الصديقة الطاهرة الزهراء ( عليها السلام ) ، ولا عجب فهي القائلة : ( خير للمرأة أن لا ترى الرجال ولا الرجال تراها ) ، وأحوالها في الصيانة والتعفف غنية عن البيان .
وعلى هذا ، لا يقال : أين هي خصوصية الزهراء عليها السلام ؟ فقد اتضح أن الحفظ عما يشين له مراتب متفاوتة ، وهي عليها السلام قد بلغت من ذلك ما لم تبلغه امرأة من النساء قط .
وأما الإجابة عن السؤال الثاني :
فالذي يظهر من قوله تعالى في وصف السيدة مريم عليها السلام : ( أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا ) أن هنالك علاقة بين الصيانة والعطاء الإلهي ، فإن مريم لما أحصنت فرجها نفخ الله فيه روحه عيسى عليه السلام ، وبما أن الصديقة الطاهرة قد بلغت ما لم تبلغه مريم في ذلك ، فقد أعطاها الله تعالى ذرية حرّم أجسادها على النار .