س: يُقال أن الرواية التالية فيها حصر: (لا فتى إلا علي)، وقد يشكل أحدهم إذا كان الحصر في أنه لا فتى في الوجود إلا علي يعارض ما جاء في القرآن من أن النبي إبراهيم فتى وأصحاب الكهف فتية. وإن كان في زمن قول الرواية، فتعارض الرواية النبوية: أنا الفتى أخو الفتى ابن الفتى. فكيف يمكن الرد على هذه الإشكالات أم هناك معنى آخر للحصر؟
الجواب
ج: عندما يُتوهم أن هنالك صفة مشتركة بين أكثر من موصوف ، يأتي ما يُسمى بقصر الإفراد ، من أجل قصر الصفة على موصوف واحد وإفراده بها .وهذا القصر على قسمين :
- القصر الحقيقي .
- والقصر الإضافي .
وهذا التقسيم راجع إما إلى اعتقاد المتكلم وإما إلى الواقع الخارجي ، إذ القصر إثبات شيء لشيء لا يتعداه إلى غيره ، فإن كان هذا الغير الذي نفيت عنه الصفة عاماً في الواقع كان القصر حقيقياً ، وإن كان خاصاً لا يشمل كل الأفراد كان قصراً إضافياً .
إذا عرفت ذلك تعرف : أن القصر في ( لا فتى إلا علي ) من قبيل القصر الإضافي ، فهو قصر لصفة الفتوة على هذا الموصوف المقدس عليه السلام بالإضافة إلى غير من اشترك معه في صفة الإمامة الإبراهيمية ، وهذا يعني أنّ النبي إبراهيم والنبي محمداً صلى الله عليهما وآلهما خارجان عن دائرة المنفي ، ومثلهما آلهما ( عليهم السلام ) ، فتأمل جيداً .