ما هي علاقة الزهراء (ع) بالشجرة النبوية؟

س: ورد في الروايات عن النبي ص انا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها الخ ، وفي رواية انا شجرة وفاطمة فرعها الخ ، وفي رواية وفاطمة لقاحها ، وفي رواية وفاطمة ورقها ، وفي رواية واغصانها فاطمة ، وفي رواية وعنصر الشجرة فاطمة ، فهذه اوصاف ستة على ماذا يدل تعدد هذه الاوصاف وما هي الاجابة لرفع توهم التنافي ؟

الجواب

  • الشجرة المباركة إما يراد بها شجرة السلالة النبوية ، وإما يراد بها شجرة الرسالة المحمدية .
  • والعناوين هي : اللقاح والعنصر والحمل والفرع والأغصان والورق .
  • وسر اختلاف هذه العناوين هو اختلاف الإضافة .

فإذا أُضيف أولادها عليهم السلام إليها عليها السلام – بناءً على المعنى الأول للشجرة – أو أُضيف الإسلام إليها – بناءً على المعنى الثاني – اتجه التعبير عنها بالعنصر أو اللقاح ، ولذا استخدم نفس التعبير بالنسبة لأمير المؤمنين عليه السلام ، كما في الرواية الأولى .

وإذا أُضيفت لأبيها ( صلى الله عليه وآله ) – بناءً على المعنى الأول – أو أضيفت إلى الإسلام – بناءً على المعنى الثاني – اتجه التعبير عنها بالفرع تارة ، والأغصان تارة أخرى ، والحمل تارة ثالثة ، والورق تارة رابعة ، إذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) هو أصل الشجرة بمعنييها المتقدمين ، وفرعها فاطمة عليها السلام .

ومن اللطيف أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكتفِ بالتعبير عنها بالفرع ، بل ترقى وعبر عنها بالأغصان ، ثم ترقى وعبر عنها بالحمل ، ثم ترقى وعبر عنها بالورق ، في إشارة منه إلى أنّ الزهراء عليها السلام ليست هي الفرع فحسب ، بل هي كل الأغصان ، بل كل الثمار ، بل كل الورق ، وهذا بناءً على المعنى الأول للشجرة في غاية الوضوح ، بل هو مطابق لقوله تعالى : ( إنا أعطيناك الكوثر ، فصل لربك وانحر ، إن شانئك هو الأبتر ) .

وكذلك بناءً على المعنى الثاني أيضاً ، فإنّ كل نماءات الدين فاطمية ، إذ أنَّ النبوة الخاتمة أصل الشجرة والإمامة نماؤها ، والزهراء عليها السلام هي حلقة الوصل بين النبوة والإمامة ، كما هي حلقة الوصل بين النبي والأئمة عليهم السلام .

بل لولا موقفها – حين اغتصبت الإمامة ، وصودرت الخلافة – لسقط أساس التشيع وأصله ، وانتهى مشروع الله في الأرض ، واجتُثت شجرة الدعوة النبوية من جذورها قبل نموها وتفرع أغصانها وظهور ثمارها ، فالنبي صلى الله عليه وآله هو الشجرة ، وفاطمة عليها السلام فرعها وأغصانها وثمرها وورقها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *