س: في دعاء أبي حمزة الثمالي، يقول الإمام لله عز وجل: بك عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولو أنت لم أدر ما أنت… السؤال: كيف عرف الإمام الله بالله ؟!
الجواب
ج: أجابت عن ذلك الروايات الشريفة، منها:
- عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أتاه نجدة يسأله عن معرفة الله قال: يا أمير المؤمنين بماذا عرفت ربّك؟ قال (عليه السلام) : بالتمييز الذي خوّلني، والعقل الذي دلّني.
- عن سلمان الفارسي (رحمه الله) في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى، وما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه، ثمَّ أرشد إلى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فسأله عن مسائل فأجابه عنها، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت محمّداً بالله؟ فقال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): (ما عرفت الله عزّ وجلّ بمحمّد (صلى الله عليه وآله) ولكن عرفت محمّداً بالله عزّ وجلّ حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت أنّه مدبَّرٌ مصنوعٌ باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرّفهم نفسه بلا شبه ولا كيف).
- عن عليّ بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): بِمَ عرفت ربَّك؟ قال: بما عرّفني نفسه، قيل: وكيف عرّفك نفسه؟ قال: لا تشبهه صورة، ولا يُحسّ بالحواس، ولا يُقاس بالناس، قريب في بُعده، بعيد في قُربه، فوق كلّ شيء ولا يقال شيء فوقه، أمام كلّ شيء ولا يقال له أمام، داخل في الأشياء لا كشيء داخل في شيء، وخارج من الأشياء لا كشيء خارج من شيء، سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره، ولكلّ شيء مبتدأ .
- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه (عليه السلام) أنَّ رجلاً قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين بما عرفت ربّك؟ قال (عليه السلام) : بفسخ العزائم ونقض الهمم، لمَّا أن هممت فحال بيني وبين همّي، وعزمت فخالف القضاء عزمي، فعلمت أنّ المدبِّر غيري .