س: إلى ماذا تشير الرواية التي تروى عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام في عصمة السيدة فاطمة (ع) هل إلى العصمة الذاتية التى أساسها العلم كما يذهب الى ذلك السيد الخوئي أو الكسبية بمعنى مجاهدة النفس ؟ وما الدليل على الأمرين ؟ الرواية هي : ( من زار المعصومة بقم كم زارني ) ، المصدر: رياحين الشريعة ج 5 ، ونقلها المرحوم الشيخ المعلم في كتابه ( فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء ) .
الجواب
ج: الإمام عليه السلام في الرواية حين عبّر عن السيدة الطاهرة عليها السلام بالمعصومة قد استخدم صيغة اسم المفعول ، ولم يستخدم صيغة اسم الفاعل ، ومن الواضح أن الصيغة المذكورة تعبّر عن الحدث الواقع على الذات من قبل الغير ، لا من قبل نفس الذات ، وهذا يشهد على أنّ عصمتها عصمة إفاضية لا ذاتية .
وأما هل أنَّ هذه العصمة الإفاضية مفاضة عليها ابتداءً – كآبائها المعصومين عليهم السلام – لما علمه الله تعالى من أنهم لا يتركون راجحاً ولا يفعلون مرجوحاً على الإطلاق ؟ أم أنها مفاضة عليها بسبب ما ارتقت إليه من مراتب التقوى العالية – كما هو المعروف – وهو ما قد يعبّر عنه بالعصمة الكسبية ؟ فإنني لا أعلم ؛ إذ لا سبيل للجزم بأحدهما على ضوء ما يتوفر من الأدلة ، والله العالم بالحقائق .