يا صدى ضلعِ فاطمٍ يا وريداً
عشقتهُ الشهيدةُ الزهراءُ
يتغنّى بكَ الخلودُ ومَا أروعَ
لحناً أَنغامهُ كربلاءُ
أَنشدتكَ الجِراحُ في مأتمِ
الخُلدِ وغنَّتكَ تلكُمُ الأشلاءُ
قدْ وهبتَ الخلودَ شريانكَ الطهرَ
فروَّتْ قلبَ الحياةِ الدماءُ
وإذا كلُ قطرةٍ من دمِ الشِّريانِ
للكونِ كوثرٌ معطاءُ
فرمى الكونُ كلَّ ألوانهِ الأخرى
وسادتْ ألوانُكَ العذراءُ
وإذا الزيفُ دونَ لونٍ توارت
عنهُ حتى ألوانُهُ السَّوداءُ
الحسينُ الحسينُ معجزةُ الأرضِ
تهاوتْ فعانَقتْها السَّماءُ
وإذا بالحسينِ في عالـمِ الموتِ
حياةٌ لا يعتريها الفناءُ
هكذا تصنعُ الدماءُ الحضارات
وتبني أمجادَها العلياءُ
من وريدٍ لم يعرف الضيمَ يوماً
وُلدَ المرسلونَ والأنبياءُ
وارتوتْ منه كلُّ أوردةِ الدنيا
فنعمَ السِقَاءُ والسَقَّاءُ
المسافاتُ بيننا وجذورُ الطَّفِ
في العُمقِ غضَّةٌ خضراءُ
غرستها يدُ الحسينِ وما أبدعَ
غرساً تُرابهُ كربلاءُ
وسقتها دماؤُهُ وإذا الكونُ
ورودٌ خلّابةٌ حمراءُ
يقطفُ الأنبياءُ منها ويستافُ
شذاهَا الأُباةُ والشهداءُ
جندتنا روحُ الحسينِ سيوفاً
مصقلاتٍ يذوبُ فيها الولاءُ
فَلَها من دمائنا ألف عهدٍ
مُلؤُها الحبُ والوفا والفداءُ
سوفَ نبني لها على كلِّ شبرٍ
عرشَ نصرٍ مِرقاتُهُ الجوزاءُ
وحطامُ الأشلاءِ منّا سَترسوُ
فوقَهُ دولةُ الهدى الغرّاءُ