قصدتُ ثراكَ بأرضِ البقيعِ
لألثمَ تربتكَ الزاكيةْ
وكنتُ أخالُ ضريحًا هناكَ
ومن فوقهِ قبّةٌ زاهيةْ
ضريحٌ تشقُّ عنانَ السماءِ
علوًا منائرهُ العاليةْ
ضريحٌ لكثرةِ زوّارهِ
تقولُ هو الكعبةُ الثانيةْ
فأذهلني أن أراه رميمًا
تغطّيهِ تربتُه السافيةْ
ومِنْ فوقهِ صخرةٌ لم تزلْ
على هدم قبّتهِ باكيةْ
ولو أنطقَ اللهُ منها اللسانَ
لكانت لما نالهُ شاكيةْ
فيا مرقدًا لم يزل تربُهُ
تفوحُ روائحهُ الزاكيةْ
هُدِمْتَ وما زلتَ مهوى النفوسِ
تحجّكَ رائحةً غاديةْ
مُناها تعانقُ منكَ الترابَ
وتجثو بحضرتكَ الساميةْ
وتبكيْ على كبدٍ قاءَها
فمُ (المجتبى) قِطَعًا داميةْ
ونعشٌ توالت نبالُ العدى
عليهِ فلم تُبْقِ من باقيةْ
ضياء الخباز
1427هـ