إهداءٌ بمناسبة ميلاد سيدة الحجاب الإلهي (عليها السلام) لكلّ فتاةٍ تترسمُ خطى الزهراء وتهتدي بهداها في ظلّ ما يشهده المجتمع من حالات الميوعة والتحلّل بذريعة الحرية والتطوّر.
زهراءُ يا إشراقةَ الظُلُمَاتِ
هُزّي عُروشَ الليلِ والعَتَمَاتِ
مُدّي بمولدكِ البهيجِ عباءَةً
قد ضُمِّخَت بالوحيِ والآياتِ
مُدّي ولو خَيطَاً إلى فتياتِنَا
ليكونَ وَسْطَ الموجِ طَوقَ نجاةِ
مدّي ولو خيطاً لتنسجَ (شَمْلَةً)
تكسو مفاتَنَها عن النظراتِ
مدّي حجابَ النُّورِ فوقَ بناتِنا
ليضيءَ دربَ الصَوْنِ للخَفِرَاتِ
بكِ تستغيثُ عباءةٌ مجروحةٌ
نَزَفَت دَمَاً مِن كَثْرَةِ الطعناتِ
في كلِّ يومٍ للتحرّرِ طعنةٌ
لم تُبقِ منها اليومَ غيرَ رُفاةِ
بكِ تستغيثُ مِنَ النساءِ عفيفةٌ
باتت تُحاذِرُ عَثْرَةَ الخطواتِ
فالمغرياتُ تَحومُ حولَ عفافِهَا
في وَسْطِ طوفانٍ مِنَ الشَهَوَاتِ
فإذا لها أرخت جناحَ شُموخِها
ذَبُلَت ذُبولَ الوردِ في الفلواتِ
وإذا أبَت إلا الثباتَ على الهدى
قبضت بكفيها على الجمراتِ
فتعطفي أمَّ الحسينِ وألهبي
روحَ العفافِ بنفسِ كلِّ فتاةِ
مُدّي مُلاءَتَكِ لتنشرَ عِطْرَهَا
ما بينَنَا في هذهِ الأزماتِ
فتعفَّ أنفُسنَا ويَصلُبَ عزمُنا
ونعيشَ غربتَنَا بكلِّ ثباتِ
فلأنتِ أنتِ النهجُ في عَنَتِ السُرَى
يمتدُّ منكِ الدربُ للجناتِ