-
لقد أجريتُ أنا القاصر على هذه القصيدة بعض التغييرات، لتتناسب مع القراءة المنبرية، وهي في الأصل للعلامة الجليل الشيخ أحمد آل عمران (طاب ثراه) – المتوفى سنة ١١٦٠هـ تقريباً – وهي نواحة طويلة مذكورة في كتاب (مستدرك تحفة أهل الإيمان: ٧٤)، وقد نسبها فيه جدنا الحجّة المقدّس الشيخ فرج آل عمران (طاب ثراه) للشيخ عبد الله آل عمران (طاب مثواه) – والد الشيخ أحمد المذكور – وهو منه غريب؛ لأنّ الشاعر قد صرّح في آخرها باسمه، فقال: (هاك يا أزكى الورى من أحمدا * نجل عبد الله دراً نُضّدا)، والله العالم.
أَيُّ رُزْءٍ فادحٍ في العالمين
حُزْنُهُ عَمَّ جميعَ المسلمين
ليتَني أفدي النبيَّ المجتبى
خِيرةَ الأبرارِ مِنْ أَهْلِ العبا
أكرمَ الناسِ جميعًا حسبا
ليتني أفدي ختامَ المرسلين
يا لهُ في الدهرِ مِنْ خطبٍ جسيم
طبّقَ الإسلامَ بالحزنِ المقيم
فهوَ بعدَ المصطفى واهٍ سقيم
لم يزلْ للحشرِ مكروبًا حزين
مَرِضَ الدّينُ لهُ لمّا مَرِض
مَرَضَ الموتِ وأمسى منقبِض
والمعالي قُبِضَت لمّا قُبِض
كيفَ لا وهو لها الركنُ الركين
آهِ وا لهفي لَهُ وا فجعتاه
آهِ وا حزني لَهُ وا حسرتاه
نَدَبتْهُ فاطمٌ وا أبتاه
وبكاهُ عرشُ ربِّ العالمين
آهِ وا لهفي لَهُ عِنْدَ المصاب
يعِظُ النّاسَ ويوصي بالكتاب
وَهُمُ في عظمِ كربٍ واكتئاب
عمَّ خلقَ اللهَ طُرًّا أجمعين
آهِ وا لهفي لَهُ لمّا قضى
نَحْبَهُ وَهُوَ بحجرِ المرتضى
والهدى في إثرهِ قَدْ قوّضا
كيفَ لا وَهُوَ لَهُ كانَ قرين
ثُمَّ ضَجَّتْ فاطمٌ خيرُ النِّسا
بِالبُكا حتّى بكى مَنْ قَدْ قسا
وَغَدَتْ تبكي صباحًا ومسا
وَلَهُ بالحزنِ أبكتْ كلَّ عَيْن
يَا أَبِي مُذْ غِبْتَ عنّا في التراب
أصبحتْ تبكيكَ آياتُ الكتاب
وغدا العالمُ طرًّا في انقلاب
والسّما كادتْ تمسُّ الأرضين
وانثنى الكرّارُ يبكي ويقول
يا أخي خيرَ نبيٍّ ورسول
رُزْؤُكَ اليومَ هُوَ الرُزْءُ المهول
بعدَهُ هانتْ رزايا العالمين