قبةٌ طاولَ الثريا ثراها
تستمدُ الشموسُ منها سَناها
قبةٌ طالما الثريا تمنّت
أنها بعضُ طينها وحَصاها
قبةٌ طالما النجومُ تمنّت
أنها تستديرُ حولَ فضاها
قبةٌ طالما الملائكُ ناجت
ربَّهَا أن يُطيلَ فيها بقاها
إن تكن هذه السماءُ قِباباً
فوقنا أحكمَ الإلهُ بِنَاها
فَبقُمٍ تلوحُ قبةُ قُدسٍ
هيَ واللهِ قبةٌ لسماها
قبةٌ قد حوت من العلم عيناً
لو جرت أغرقَ العوالمَ مَاهَا
قبةٌ قد حوت مَليكةَ قُمٍ
أرضُهَا طَوعُ أمرِهَا وسمَاها
قبةٌ قد حوت ربيبةَ موسى
أين منها رَضوى ووادي طِواها
قبّةٌ لا تقل هيَ العرشُ بل قل
هي أعلى قدراً وأشرفَ جَاهَا
قبةٌ أينَ بيتُ مكّةَ منها
وبها عَرشَهُ المهيمنُ بَاهى
وَلَو اَنَّا لم ندرِ مَا العرشُ قلنا
هيَ معراجُ سيّدِ الرُّسلِ طه
قبةٌ ما رنت لها قطَُ عينٌ
وهيَ عميا إلا أزالت عماها
قبةٌ ما استظلّ قطُّ مريضٌ
بفناها إلا حبتهُ شِفاهَا
قبةٌ لو هوت على الأرضِ يوماً
لهوت إِثرهَا علينا سماها
ما استقرّت بغيرها أرضُ قُمٍّ
فهيَ قُطبٌ وأرضُ قُّمٍّ رَحَاها
إن يكن غابَ للبتولة قَبرٌ
فبقُمٍّ قد لاحَ نُورُ سَناها
إذ بها بضعةٌ لها قد أناخت
مَن أتى قبرَهَا الشريفَ أتاها
ضياء السيد عدنان الخباز
قم المقدسة ١٤٣٦هـ