كما افتتح سماحة السيد ضياء الخباز (حفظه الله) مجالس العشرة الثالثة في حسينية مسلم بن عقيل (عليه السلام) بحي التركية ليلة السبت 26 محرم الحرام بمجلس تأبيني لسماحة آية الله العظمى، المرجع الديني الراحل، السيد محمد سعيد الحكيم (قدّس سرّه)، الذي وافاه الأجل عصر يوم الجمعة 25 محرم الحرام من عام 1443هـ، اختتمها ليلة الاثنين 5 صفر المظفر بالحديث عن فكر المرجع الراحل فيما يرتبط بكيفية التعامل مع أحداث واقعة الطف.
وبرّر السيّد الضياء تناوله لهذا الموضوع بثلاثة أسباب قائلًا:
السبب الأول: هذه الليلة هي ليلة شهادة سيدتنا ومولاتنا السيدة رقية بنت الحسين (عليهما السلام)، وهي إحدى ضحايا منهج التشكيك.
السبب الثاني: أنَّنا خلال هذه الأيام لا زلنا نعيش حدث رحيل المرجع الكبير السيد الحكيم (قدّس سرّه)، وكلّنا لمسنا مدى التفاعل الكبير الذي أبداه العالم الشيعي إزاء هذا الحدث المؤلم، وفي طليعة ما لمسناه من التفاعل هو تفاعل مراجعنا العظام (أدام الله تعالى بركتهم)، حيث أبّنوه بتأبينات تنمّ عن عظيم مقامه ومدى الخسارة التي تركها برحيله، فهذا مرجع الطائفة الأعلى السيد السيستاني (دام ظلّه الشريف) يتحدث عن المرجع الراحل (أعلى الله مقامه) فيصفه بأنه فقيه أهل البيت (عليهم السلام)، وأنه من نذر نفسه الشريفة لنصرة الدين والمذهب وكرّس حياته المباركة لخدمة العلم وأهله، ويصف تراثه العلمي بأنه تراث علمي جليل يحظى بمكانة سامية، وهذا يعني أنَّ السيد الراحل قد ترك تراثًا علميًا جليلًا ينبغي أن يستفيد منه شيعة أهل البيت (عليهم السلام).
السبب الثالث: أنَّنا نشهد في الآونة الأخيرة حربًا شرسة تجاه المنبر الحسيني وخطبائه الكرام، فيقال مثلًا: إنَّ الخطباء يحاربون كلَّ من يحاول التحقيق في أحداث الطف وقضايا كربلاء، ويصرّون على تداول الأخبار الضعيفة في المنابر؛ لأنَّ هذه الأخبار هي مدار معيشتهم!!
وأردف قائلًا: ومن هنا فنحن نريد أن نوضِّح أنَّ الخطباء فيما يتداولونه من الروايات والأخبار هل يستندون على أساس ويلجؤون إلى ركن وثيق، أم لا؟
ثم تناول بالبحث خمس ركائز مستفادة من كلمات السيد الراحل (قدسّ سرّه) في كيفية التعامل مع أحداث واقعة الطف، مستشهدًا عليها بكلمات من بعض كتبه، من قبيل: (من وحي الطف)، و(رسالة أبوية ومسائل تهمّ طلبة الحوزة والمبلغين)، و(الفتاوى، أسئلة وأجوبة)، وهذه الركائز هي:
- الاعتماد على الوثوق والاطمئنان، لا القطع واليقين.
- تولّد الوثوق والاطمئنان بملاحظة القرائن.
- عدم التفريط في الأخبار غير المحفوفة بالقرائن.
- اعتماد التاريخ المسموع إلى جانب التاريخ المكتوب.
- معالجة إشكالية الكذب في نقل الأخبار الظنية.
وقال في ختام البحث: ويا ليتنا نتعلّم من فقهائنا قبل أن نخوض هذه الغمار ونوقع الناس في أمواج التشكيك في أحداث كربلاء، فقد تبيّن ممّا نقلناه عن هذا المرجع العظيم أنَّ منهج الخطباء لا يختلف عمّا عليه فقهاء الطائفة ومراجعها، فكيف صحَّ للقائل أن يتّهم الخطباء بتهمة رخيصة ويقول بأنَّهم يرفضون التحقيق ويصرّون على تداول الأخبار الضعيفة من أجل الحفاظ على لقمة عيشهم؟! فيا لها من كلمةٍ عظمت عند سيد الشهداء الحسين (عليه السلام)، واتّهامٍ لا يُغْتَفَر في ساحته المقدّسة.
مواضيع ذات صلة: