افتتح سماحة العلّامة السيّد ضياء الخبّاز -حفظه الله- مجالس العشرة الثالثة بمجلس تأبيني لسماحة آية الله العظمى، المرجع الديني الكبير، السيّد محمّد سعيد الحكيم، قدّس الله نفسه الزكيّة، الذي وافاه الأجل عصر يوم الجمعة، 25 محرم الحرام من عام 1443هـ، المصادف لذكرى شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام.
وقال في بداية المجلس المعقود في حسينية مسلم بن عقيل -عليه السلام- بحي التركية: فُجِعنا في عصر هذا اليوم وفُجِع العالم الشيعيّ كلّه برحيل مرجعٍ من أعاظم مراجعنا، وفقيهٍ من أكابر فقهائنا، وحصنٍ من أعظم حصوننا، ألا وهو المرجع الدينيّ الكبير، سماحة آية الله العظمى، السيد محمد سعيد الحكيم، قدّس الله نفسه الزكيّة. وإنّي بهذه المناسبة الأليمة، أرفع أسمى آيات العزاء إلى ساحة وليّ الله الأعظم أرواحنا له الفداء، وإلى الحوزة العلمية المباركة، وإلى أسرة العلم والفقاهة والشهادة أسرة الحكيم، سيّما لأولاده العلماء والفضلاء الأجلّاء، وإلى جميع تلامذته ومقلّديه ومحبّيه، وإلى جميع المؤمنين والمؤمنات من شيعة أهل البيت، وأعزّيهم كما أعزّي نفسي بهذه النازلة الكبرى والحادثة العظمى، وأسأل الله تعالى لفقيدنا العظيم علوّ الدرجات عند أجداده الطاهرين عليهم السلام، وأن يعوّضنا الله تعالى عن فقده عوضًا صالحًا، ببركة عناية مولانا وإمامنا صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء.
وأردف قائلًا: ووفاءً لبعض حقوق هذا المرجع العظيم علينا، فإنَّنا مع الاعتراف بالقصور والتقصير نتحدّث عن سيرته المباركة وحياته الشريفة في بضعة محاور.
وقد تعرّض لستّة محاور من حياة هذا المرجع العظيم، مبتدئًا بالحديث عن ولادته المباركة، فالحديث عن نشأته وسيرته، مرورًا بالحديث عن تلامذته، ثم عن محنته وصبره، معرّجًا بعد ذلك على مؤلّفاته وكتبه، خاتمًا بالحديث عن بعض سمات مرجعيته المباركة ومواقفها وأدوارها.
ثم ختم التأبين بقوله: وحقًّا إنَّ الخسارة بفقده لعظيمة، لقد رحل هذا المرجع العظيم وعالمنا الشيعي أحوج ما يكون إلى وجود أمثاله، فقد قلّ وجود العلماء، وكثر وجود الأدعياء، أدعياء العلم والتحقيق، فما أحوج الشيعة إلى وجود أمثال هذا الحصن العظيم، ومثل هذا العالم الفقيه، ولذلك فإنَّ فقده خسارة للتشيع لا تعوَّض، وإنَّ فقده في مثل هذا الظرف بالخصوص لثلمة لا تسدّ أبدًا. نسأل الله تعالى أن يلطف بنا، ونسأل المولى صاحب العصر والزمان أن يشملنا بلطفه وعنايته، وأن يعوّضنا عن مثل هذا العالم الجليل بعلماء أجلّاء يحملون راية الدفاع عن المذهب، ويحملون راية العلم، امتدادًا للراية التي كان يحملها هذا الفقيه الجليل، رضوان الله تعالى عليه.