العالمة غير المعلمة

  • الكتاب عبارة عن دراسة تحليلية ضافية للحديث المشهور الوارد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في حقّ عمّته الحوراء زينب (عليها السلام): (أنتِ بحمد الله عالمةٌ غير معلّمة، وفهمةٌ غير مفهّمة).
  • اشتملت هذه الدراسة على البحث عن سند الحديث ومحاولة توثيق صدوره، كما بحثت عن فقه الفقرتين: (عالمة غير معلّمة) و(فهمة غير مفهّمة) وما لهما من الدلالات، وما تثبته للسيّدة زينب (عليها السلام) من المقامات.
  • اختتمت الدراسة بنقد ثلاثٍ من الإثارات التي أثيرت حول الحديث وبيان وهنها ومواضع الخلل فيها.
  • صدر الكتاب أوّل مرة عام 1430هـ عن دار الصدّيقة الشهيدة (عليها السلام) كمقال مختصر في 31 صفحة.
  • طُبِع مرّة أخرى -طبعةً مزيدةً، بعد بسط واسع في مباحثه- عن دار المحجّة البيضاء، وذلك في شهر ذي الحجّة من عام 1445هـ، في 182 صفحة.
  • تصفّح المقدّمة والفهرس

مقدمة الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى اللهُ على أشرف بريتهِ وخير خلقهِ محمدٍ وآلهِ الطاهرين، سيما كريمتهم بضعة أمير المؤمنين وعقيلة الطالبيّين “عليها السلام”، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين أبد الآبدين.

(1)

في يومٍ من أيّام سنة ألف وأربعمائة وتسعة وعشرين من الهجرة النبوية المباركة “على مهاجرها أفضل التحيّة والسلام”، وكنتُ حينها متشرفاً بمجاورة كريمة أهل البيت، السيّدة فاطمة المعصومة “عليها وعليهم السلام” طالباً للعلوم الدينيّة، زارني أخي الأعزّ، سماحة العلامة الشيخ مسلم رضائي “دامت توفيقاته”، وكان حينها يقيم في الشام بجوار الحرم المطهّر للصديقة الحوراء، السيدة زينب بنت أمير المؤمنين “عليهما السلام”، ويدير فيها دار الصدّيقة الشهيدة “عليها السلام”.

وقد سألني في تلك الجلسة عن آخر مرّة زرت فيها تلك البقعة المباركة، فأخبرته بأنَّ عهدي بها قديم، ورغمَ شوقي الشديد إلى تجديد العهد بلثم أعتابها إلا أنني أرى نفسي محروماً من زيارتها “عليها السلام”، فاقترح عليَّ حينها أن أكتب مقالاً في السيّدة العقيلة “عليها السلام” ليُنشر ضمن مجلة تصدرها الدار، برجاء أن أحظى بلطفها وأوفّق لزيارتها “عليها السلام”، فكان لاقتراحه الجميل صدى واسع في نفسي.

وقد كان في نفسي أن أسلّط الأضواء على الحديث السجّادي المعروف: (أَنْتِ بِحَمْدِ اَللَّهِ عَالِمَةٌ غَيْرُ مُعَلَّمَةٍ، فَهِمَةٌ غَيْرُ مُفَهَّمَةٍ)، ولما بدأت في الكتابة عنه وجدتُ قلمي مسترسلاً، حتى تجاوز المكتوب حدود المقال، رغم اقتصاري على نقاط معيّنة وموارد محدودة، وحين بعثتُ به لسماحة الشيخ الرضائي (دام عزّه) استحسنَ أن ينشره مستقلاً، فوضع له اسم (العالمة “عليها السلام”)، وصدر عن دار الصدّيقة الشهيدة “عليها السلام” سنة ألف وأربعمائة وثلاثين من الهجرة الشريفة.

(2)

وقد كان في نفسي منذ ذلك الحين أن أستوفي كتابتي حول الحديث الشريف، لا سيّما حول الفقرة الثانية منه – وهي: فقرة (فهمة غير مفهّمة) – وهو ما طلبه مني أيضاً غير واحد من الأعزة، ولكنَّ قلّة التوفيق قد حالت دون تحقيق ذلك، حتى أقبلت ذكرى شهادتها “عليها السلام” لهذا العام فأقبل التوفيق قريناً لها، وصممتُ على تفريغ نفسي لإكمال البحث حول الحديث الشريف، واستيفاء شرح جميل كلماته وإبراز مكنون روائع نكاته، فكان لي ذلك والحمد لله ربِّ العالمين.

(3)

وقد رتبتُ هذا البحث في ثلاثة مقامات:

1 – المقام الأوّل: سند الحديث.

وقد انتهيتُ من خلال هذا المقام إلى إمكان البناء على اعتبار الحديث، وناقشتُ بعض ما أُثيرَ حول سنده.

2 – المقام الثاني: فقه الحديث.

وقد توقفتُ في هذا المقام عند ستةٍ من المحاور، وضمّنتُها البحث حول كثير من النقاط المهمّة، فكانت رحى البحث في المحاور الخمسة الأولى تدور حول الفقرة الأولى من الحديث، كما كانت تدور في المحور السادس بشكل موسّع حول الفقرة الثانية من فقراته.

3 – المقام الثالث: إثارات حول الحديث.

وقد تعرّضتُ في هذا المقام إلى ثلاث من الإثارات التي أُثيرت حول الحديث الشريف، وعلقتُ عليها وأوضحتُ ما يعتريها.

كلمةُ الختام:

وفي الختام، فإنَّه لا يفوتني الاعتراف – وأنا في نهاية هذه المقدّمة – بأنَّ كلَّ ما تقدَّم لا يعني أنّني قد استوفيت كلّ الدلالات، وأبرزتُ جميع النكات، إذ لا زال هناك المزيد، ولعلَّ الله تعالى – بجاه الصديقة الحوراء “عليها السلام” – يتفضل مرّة أخرى، ويفتح آفاقاً جديدة في رحاب هذا الحديث الشريف، إنّه كريمٌ مجيب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على النبي المصطفى وآله الطاهرين

ضياء السيّد عدنان الخباز القطيفي
القطيف – حي المدارس
فجر الثلاثاء 25 / رجب الأصب / 1445 هـ
يوم شهادة الإمام باب الحوائج موسى بن جعفر “عليه السلام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *