س: نسمع رواية أن عابس كان يقول: (حب الحسين أجنني) فهنيئاً له، هل هذه الرواية موجودة وما تعليقك عليها؟
ج: المقولة المذكورة ذكرتها عدة من المصادر المتأخرة ، منها :
١ . مع الحسين في نهضته ، للعلامة الشيخ أسد حيدر ( طاب ثراه ) ، الصفحة ( ٢٠٨ ) ، طبعة دار التعارف ببيروت ، عام ١٤٣١ هـ .
٢ . ثمرات الأعواد ، للعلامة الخطيب السيد علي الهاشمي النجفي ( طاب ثراه ) ، ج ١ ص ٢٦٧ ، طبعة المكتبة الحيدرية بقم المقدسة ، عام ١٤٢٦ هـ .
٣ . أدب الطف ، للخطيب الكبير الشهيد السيد جواد شبر ( طاب ثراه ) ، ج ٨ ص ١٧٢ ، طبعة دار المرتضى ببيروت ، عام ١٤٠٩ هـ .
وإلى جانب هذه المصادر يوجد مصدر فارسي أيضاً ، وهو أقدم منها ، ولكنه ذكر العبارة بما يقارب المضمون المذكور ، ألا وهو كتاب ( تذكرة الشهداء ) للفقيه الجليل الشيخ حبيب الله الكاشاني ( أعلى الله درجته ) ، حيث جاء فيه في الصفحة ١٩١ : ( يا عابس أما تتحاذر تخوض بحر الحرب مكشوف الرأس ؟ فقال عابس ما مضمونه : ما أصاب المحب في طريق حبيبه سهل ، أتخوفني بالموت وأنا غريق الحب الحسيني ) .
ولم يتضح لنا ما هو المصدر الأم الذي اعتمدت عليه جميع هذه المصادر ، غير أننا نعلم بوثاقة وجلالة جميع مؤلفيها ، ونزاهتهم عن الوضع والكذب ، مما يؤكد بالضرورة وقوفهم على ما لم نقف عليه ، ولعلّ قادم الأيام يوقفنا عليه ، حيث لا زالت العديد من المقاتل الحسينية حبيسة الرفوف .