س : مما ورد في بعض الروايات، أن الزهراء عليها السلام، علقت في عنقها قلادة من ذهب، أو في يدها سواران من فضة، وهذه الروايات تشير إلى عدم رضا النبي (ص) عن ذلك…فهل يمكننا تصحيح العملين مع ظاهر اختلاف العملين ؟ أم هناك رأي آخر؟
وبعض الروايات تذكر أن جابر الأنصاري رأى الزهراء (ع) والصفرة على وجهها من أثر الجوع… منها هذه الرواية (قال جابر فدخل رسول الله ودخلت أنا وإذا وجه فاطمة أصفر كأنه بطن جرادة…) إلى أن قال: (فو الله فنظرت إلى الدم ينحدر من قصاصها حتى عادت وجهها أحمر…) الكافي ج 5
سيدنا: ما حال هذه الروايات، هل لها معنى غير الظاهر؟ أم غير ذلك؟
الجواب
ج : عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة سيدتنا ومولاتنا سيدة العالمين الزهراء ( عليها السلام ) ، وبعد :
أما بالنسبة لرواية رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) قلادة من ذهب في عنق السيدة الزهراء ( عليها السلام ) ، فقد رواها الشيخ الصدوق في العيون بثلاثة أسانيد تنتهي إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ولكنها بتمامها أسانيد عامية ، والرواة الواقعون فيها بين ضعيف ومجهول لم يذكر .
وأما بالنسبة لرواية رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) لسوارين من فضة في عضدي الزهراء ( عليه السلام ) وانزعاجه من ذلك ، فقد رواها ش الطبرسي في المكارم مرسلة عن زرارة ، ولم يذكر سنده إليها ، فهي ضعيفة بالإرسال .
وأما بالنسبة لرواية رؤية جابر بن عبد الله لوجه الصديقة الطاهرة ( عليه السلام ) ، فقد رواها ش الكليني في الكافي بسند ينتهي إلى عمرو بن شمر ، عن جابر ، وهو ضعيف جدا كما صرح بذلك ش النجاشي ، بل لعله أحد الأشخاص الذين ساهموا في تحريف الروايات المجموعة في كتب الراوي الجليل جابر الجعفي ، مضافا إلى أن مضمون الرواية – كما أفاد سيدنا الخوئي ( طاب ثراه ) في موسوعته 32 / 45 – غير قابل للتصديق ؛ إذ المرأة الشريفة على حد تعبيره تأبى أن يراها الأجنبي فكيف بسيدة النساء ( عليه السلام ) ؟! والحمد لله رب العالمين .