هل كان الإمام الحسن (ع) نائمًا ليلة الضربة؟

س: كل عام في شهر رمضان حين كنت أحضر مجالس العزاء على مولانا أمير المؤمنين (ع) وأستمع لخطيب المنبر وهو يسرد أحداث مصاب الإمام أمير المؤمنين (ع) فيصل إلى موضع يقول فيه بما معناه: أن السيدة زينب عليها السلام لما رأت أباها ليلة التاسع عشر يكثر الدخول والخروج وكان يتطلع إلى السماء ويقول: هي هي والله الليلة التي وعدني بها رسول الله (ص).

فلما اقترب الفجر وتهيأ للخروج للمسجد أنشأ (ع) يقول: اشدد حيازيمك للموت… إلخ، فخافت السيدة زينب (ع) على أبيها أمير المؤمنين (ع) وأحس قلبها بالشر، فذهبت وأيقظت الحسن (ع) الذي كان نائمًا، فلحق بأبيه يريد مرافقته للمسجد فأقسم عليه الإمام علي (ع) أن يرجع، فرجع الإمام الحسن (ع) للدار وذهب أمير المؤمنين (ع) لمسجد الكوفة وحده لأداء صلاة الفجر.

فكنت أتعجب وأتساءل: كيف يكون الإمام الحسن (ع) نائمًا في وقت السحر قرب صلاة الفجر وفي ليلة تعد من ليالي القدر العظيمة؟ فكنت أشك في صحة ذلك الأمر، حتى وفقني الله قبل عدة سنوات لحضور إحدى محاضرات أحد العلماء وأوضح أنه يخالف خطباء المنابر فيما ينقل عن أن الإمام الحسن (ع) كان نائمًا في سحر ليلة التاسع عشر من شهر رمضان قبيل خروج أبيه للمسجد فأيقظته السيدة زينب (ع)، لعدة أسباب، منها:

  • أنه لا أحد كالأئمة (عليهم السلام) يعلم كنه ليالي القدر وعظمتها وقدسيتها، لذا فهم أحرص البشر على ألا يضيّعوا فرصة إحيائها بالعبادة والصلاة والتقرب إلى الله. أيعقل أن يحثنا أئمتنا على إحياء ليالي القدر بالعبادة حتى طلوع الفجر ثم ينامون عنها؟!
  • إن الوقت كان قريبًا من صلاة الفجر، والأئمة (ع) كانوا يهتمون بالاستعداد للصلاة قبل وقتها، فهل من المعقول أن يخرج الإمام علي (ع) للمسجد لأداء صلاة الفجر ويكون الإمام الحسن (ع) نائمًا في فراشه؟! هذا الأمر لا يعقل أن يصدر من أحد أصحاب وتلاميذ الإمام علي (ع)، فكيف يصدر من الإمام الحسن(ع)؟!
  • ثم لأي عذر تخلف الإمام الحسن (ع) عن صلاة الجماعة بإمامة أبيه أمير المؤمنين (ع) في المسجد؟ أيعقل أن يأمرنا أئمتنا بالمحافظة على صلاة الجماعة ثم يتخلفون عنها؟!

هذه التساؤلات جعلت هذا العالم يبحث في كتب ومصادر التاريخ التي تحدثت عن حادثة استشهاد أمير المؤمنين (ع)، إلى أن وجد في بعض المصادر التاريخية روايات تقول أن الإمام الحسن (ع) لم يكن في البيت ليلة أن ضرب أبوه الإمام علي (ع)، وإنما كان مع بعض إخوته مرابطين في معسكر الجيش الإسلامي على مشارف الكوفة لحمايتها، وذلك بأمر من أبيهم أمير المؤمنين (ع).

فلما ضرب ابن ملجم -لعنه الله- مولانا عليًا (ع) أسرع بعض الموالين ليخبرهم بالمصاب الجلل، فحضروا سريعًا لمسجد الكوفة.

ما رأيكم في هذا الطرح؟

الجواب

ج: لم يثبت كونهما (عليهما السلام) نائمين كما يجري على بعض الألسنة، بل هو محالٌ في حقّهما، ولكن أيضًا لم يثبت كونهما خارج الكوفة، بل الثابت خلافه، إلا أنَّ الحلقة المفقودة تاريخيًا هي تواجدهما في المسجد أم عدمه، والأقرب وجودهما، ويشهد له إمامة الإمام الحسن (عليه السلام) للمصلين ووالده في محراب الصلاة، والله العالم.


مواضيع ذات صلة:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *