س: السلام عليكم ورحمة الله. نقل عن السيد ضياء الخباز حفظه الله قوله إني اعتقد أن أبناء آل محمد عليهم السلام ينبغي غض النظر عنهم كرامة لآبائهم عليهم السلام.
- السؤال الأول: هل هذه النسبة صحيحة إلى السيد ضياء الخباز أم لا؟
- السؤال الثاني: لو كانت النسبة صحيحة فما الدليل على ذلك؟
- السؤال الثالث: لماذا لا يتم شمول أولاد الأنبياء عليهم السلام بهذا الاعتقاد؟ وإذا كان هذا الاعتقاد يشمل أولاد الأنبياء هل يشمل ابن النبي نوح عليه السلام؟
وانا تكلمت مع احد الطلبه. فقال لي مبررا بان هذا الاعتقاد صحيح لكنه يشمل الابناء الصلبيين فقط ولا يشمل ابن الابن (الحفيد) عندما قلت له ان اولاد الحسن عليهم السلام الذين لم يؤمنوا بامامة اهل البيت هل يشملهم هذا الاعتقاد ام لا؟ والكلام كان حول جعفر الملقب بالكذاب. فقد كان صديقي يقول عنه جعفر سلام الله عليه وهو ما بدأ الحوار. فان كان الكلام يشمل الابن الصلبي فقط. فما الدليل على ذلك ايضا؟
وصديقي نقل لي رواية واردة في تفسير العياشي مرسلة عن المفضل بن عامر المتكلم في وثاقته عند البعض.
قوله تعالى وان من اهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال انها نزلت فينا خاصه يعني ولد فاطمة عليها السلام.
بأن اهل البيت لا يموت منهم ميت الا ويؤمن بإمامة الائمة عليهم السلام مع العلم نفس تفسير العياشي والبرهان وغيرهما نقل عده روايات حول هذه الايه اكثرها ان المقصود منها رسول الله صلى الله عليه واله وهذه الروايه واحده فقط الوارده في تفسير العياشي.
الرجاء توضيح هذا الأمر وبيان هذا الاعتقاد وذكر الأدلة التي على ذلك مع دعائنا لسماحة السيد بالتوفيق في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمه الله.
ج: وعليكم السلام والرحمة والبركة
١. نعم، نسبة الاعتقاد المذكور لهذا العبد القاصر صحيحة، وليس ذلك من مختصاته، فقد نصَّ على ذلك غير واحد من أكابر أعلام الإمامية، وربما عمّمه بعضهم لمطلق الذرية، ومنهم: المحقق النراقي (أعلى الله درجته) في كتابه (جامع السعادات) ٢ / ١٦٨، حيث قال: (وكذا تخصيص الذرية العلوية بزيادة الإكرام والتعظيم، قال رسول الله “صلى الله عليه وآله”.. أكرموا أولادي، الصالحون لله، والطالحون لي).
وقال الفقيه الجليل الشيخ زين العابدين الحائري المازندراني (قدس الله نفسه) في رسالته (ذخيرة المعاد) ٧٣٨ بتعريب مني: (في المجمل ينبغي معرفة أن أولاد الأئمة، سواء كانوا سيئين أو جيدين، لا يصلح القدح فيهم، إلا إذا ورد ذلك منهم عليهم، وبقدر ما وصل فقط).
وسيأتي لاحقاً كلام غيرهما أيضاً من الأكابر.
٢. وأما الدليل فهو عبارة عن الروايات الدالة على لزوم إكرام الطالح منهم لأجل جدهم (صلى الله عليه وآله)، وقد ورد هذا المضمون وما يقاربه في لسان غير واحدة من الروايات الشريفة.
وقد جمع المحدث النوري (أعلى الله درجته) العديد منها في كتابه الشريف (مستدرك الوسائل) ١٢ / ٣٧٦ تحت عنوان (باب تأكد استحباب اصطناع المعروف إلى العلويين والسادات) فلتُراجَع روايات الباب سيما الرابعة والسادسة والثامنة.
ويجدر الالتفات إلى أنّ إكرام الطالح ليس لأجله في نفسه، وإنما هو لأجل جده الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وقد جلّى ذلك المحقق الخواجوئي (أعلى الله درجته) ببيانٍ شريف في رسالته الرائقة في فضل إكرام الفاطميين المطبوعة ضمن مجموعة (الرسائل الاعتقادية) ١ / ٤٤٧ حيث قال: (إنما أُمر بإكرامهم من حيث إنهم منسوبون إليه ومن ذريته مع قطع النظر عن طلاحتهم، فإكرامهم بهذا الاعتبار يؤول إلى إكرامه “صلى الله عليه وآله”، لأنّ إكرام الولد بما هو ولد إكرام والده.. فنحن مأمورون بإكرامهم من هذه الحيثية، لا من حيث إنهم طالحون، ولا محذور فيه بعد ملاحظة الحيثية وإصلاح النية.
وهذا كقوله: “أكرموا الضيف ولو كان كافراً” فإنّ الكافر من حيث إنه كافر عدو، وإن لم يكن أهلاً للإكرام، إلا أنه من حيث إنه ضيف كان أهلاً له، وباختلاف الحيثيات تختلف الشرعيات، ولولاه لبطلت الشرائع). انتهى
أقول: ويُضاف لما أفاده (أعلى الله مقامه) أنّ الأمر المذكور بإكرام الطالح منهم، لعلّه باعتبار ما صرحت به بعض الروايات الشريفة من:
- أنه لا يموت طالحهم حتى ينصلح حاله، كما في خبر تفسير العياشي في ذيل قوله تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته).
- وأنه مغفور له، كما في خبر كتاب سعد السعود للسيد ابن طاووس في تفسير قوله تعالى: (فمنهم ظالم لنفسه) وغيره، كخبر ميسر بن عبد العزيز المروي في مجمع الطبرسي (طاب ثراه).
- وأنه لا يموت حتى تدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة.
ومن هنا قال العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في البحار ٩٩ / ٢٧٣: (وبعضهم يُظن سوء رأيهم وفعلهم من تتبع الآثار… لكن لا يُقدح فيهم بمجرد الأخبار النادرة، مع أنه ورد في الخبر النهي عن القدح فيهم والتعرض لهم). انتهى
وأظنه يعني بالخبر قول الإمام الصادق (عليه السلام) -في معتبرة ابن أبي عمير- لمن انتقص زيد بن علي (رضي الله عنه): (مهلاً ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا إلا بسبيل خير، إنه لم تمت نفس منّا إلا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة).
٣. ولا يشمل ذلك أولاد الأنبياء (عليهم السلام) لعدم الدليل عليه.
والحمد لله رب العالمين