س : سيدنا الجليل.. ما هو السر في اعتزال النبي (صلى الله عليه وآله) خديجة، وصومه أربعين يوماً، حتى يتكون نور الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء ( عليها السلام) ؟ لأنه إنما يصح أن نقول لتصفية القلب وتنقية البدن من أوساخ الدنيا، إنما يصح أن نقول هذا لغير المعصوم. ورحم الله والديكم.
الجواب
ج : بسم الله أبدأ ، وبمدد الزهراء أستعين .
لم يظهر من الأخبار الشريفة أن الأمر بالاعتزال من أجل تهيئة المحل القابل عند النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، بل يحتمل أن يكون الأمر عائداً إلى السيدة خديجة ( عليها السلام ) .
ولو فرضنا أن الأمر يعود للنبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) فمن المقطوع به أن ذلك ليس لأجل تنقية ذاته المباركة من الكدورات ، بل لأجل الحيلولة دون تداخل شيء من أطعمة هذا العالم مع منشأ تكونها فيه .
ويحتمل أن يكون ذلك لأجل إعداد الوجود المادي للنبي ( صلى الله عليه وآله ) – المقيد بهذه النشأة – لأجل تلقي الوجود الملكوتي للصديقة الطاهرة ( عليها السلام والتحية ) المسانخ لغير هذه النشأة ، فيكون ذلك من قبيل ما تحدث عنه القرآن الكريم بقوله : ( فتم ميقات ربه أربعين ليلة ) .