س: يستشكل بعض العلماء موقف الإمام الحسين عليه السلام والسيدة ليلى عندما برز ابنهما علي الأكبر للقتال في حملته الأولى، أن الإمام طلب من السيدة أن تدخل الخيمة وتدعو الله أن يرجع ابنها سالماً إليها، باعتبار هذا الموقف يتنافى مع منطق الإمام في الجهاد والتضحية .
- ما رأي سماحة السيد في هذا الموقف؟
- لماذا دعت السيدة أن يرجع الله عليها ولدها سالماً؟
الجواب
ج: الإشكال في غير محله ، فإنّ رجوع سيدنا الأكبر عليه السلام من المعركة لفترة محدودة لا يتنافى مع الجهاد والتضحية ، بدليل أنه ما لبث أن جدد العهد بوالدته رضوان الله عليها حتى رجع مرة أخرى إلى الميدان ، وجاهد وأبلى إلى أن نال وسام الشهادة .
ولو سلمنا بهذا الإشكال للزم علينا إنكار رجوع سيد الشهداء عليه السلام إلى الخيام في بعض الفترات التي كانت تتخلل المعركة ، بحجة تنافي ذلك مع منطق التضحية والجهاد ، والحال أن ذلك مما لا سبيل لإنكاره ، فإنه عليه السلام قد كان يعود بين الفترة والأخرى لأجل تضميد الجراح أو الاستراحة أو الاطمئنان على الخيام أو غير ذلك .
وأما وجه الحكمة من رجوع علي الأكبر عليه السلام – في تلك الدقائق المعدودات – فهو غير ظاهر لنا ، ولكننا نقطع بأنّ رجوعه لا يخلو عن حكمة وإن كانت غير ظاهرة لنا بشكلٍ جازم ؛ إذ الحكيم لا يفعل فعلاً إلا لحكمة تقتضيه .