س: ما رأيكم بمسألة التشفي المنقولة عن طريق الروايات المروية عن الإمام السجاد سلام الله عليه أنه أدخل عليه رأس ابن زياد وقال بما هو مضمونه: ((اللهم لا تمتني حتى تريني رأس بن زياد وأنا أتغدى فالحمد لله الذي أجاب دعوتي))، فهل يمكن التصديق بها؟ وهل هناك مدخلية بين هذا الفعل وبين أخلاق المعصومين؟
الجواب
ج: بغض النظر عن مسألة أنّ التشفي هل يتناسب مع كمال المعصوم ( عليه السلام ) أم لا ، فإنه من الواضح عدم الملازمة بين طلب حلول العقوبة والتشفي ، كما هو الحال حين يطلب القاضي من المحكمة إنزال العقوبة بالظالم ، أو حين يطلب المؤمنون من الله تعالى إنزال العذاب بالظالمين الذين لم يطلهم ظلمهم ، فإنّ نزول العقوبة أو العذاب في كلا هذين الموردين لا يستلزم حصول التشفي في نفس القاضي أو الداعي ، كما هو ظاهر .
وعلى ذلك ، فإنَّ دعاء الإمام ( عليه السلام ) على ابن زياد ( لعنه الله ) بما ذُكِر إنما هو لأجل أنه قد رأى رأس والده سيد الشهداء ( عليه السلام ) بين يديه الآثمتين وقت الغداء ، فطلب من الله تعالى أن يعاقب ابن زياد بنحو ما صنعه برأس الحسين عليه السلام ، ولما استجاب الله دعاءه حمده على ذلك .