أشرقتِ الأرضُ بنورِ ربِّها
لمّا وَطَا المهديُّ فوقَ تُربِها
أشرقتِ الأرضُ ومَن عليها
وشعَّ نورُ اللهِ في جنبَيْها
مُذ وطأَ المهديُّ لابَتَيْهَا
والأرضُ قرَّت بوجودِ قُطبِها
أشرقتِ الأرضُ فباهت السَّما
بِمَن بنورهِ أمدَّ الأنجما
وكانَ للهِ التجلّي الأعظما
إذ ذاتُهُ مرآةُ ذاتِ ربِّها
أسماءُ ربِّهِ تجلَّت فيهِ
فصارَ في صفاتهِ يحكيهِ
إِذْ لم يزل من ذاتهِ يُدنيهِ
حتى تجلّى فيهِ كلُّ ما بِها
خليفةُ اللهِ وسلطانُ الورى
بل كلُّ شيءٍ طوعُهُ إِنْ أمَرَا
مِن كلِّ ما يُرى وممّا لا يُرى
إِذْ هوَ للأشياءِ مثلُ قلبِها
قرَّتْ عيونُ الأنبيا بطلعتهْ
والدينُ قد أحياهُ نورُ غرّتِهْ
إِذْ لمْ يزل يرقُبُ نشرَ رايتِهْ
لتملأَ الكونَ بزاكي طيبِها
صارِمُهُ مَعْقِدُ آمالِ الورى
حينَ يُعيدُ الحقَّ غضًّا أخضرا
ويبسطُ العدلَ بساطًا أحمرا
وتزحفُ الدنيا لهُ بركبِها
غابَ ولكن لم يغبْ منهُ الأثرْ
كأنّهُ ما قطُّ غابَ واستترْ
تُبصِرهُ منّا القلوبُ لا البصرْ
نراهُ مثلَ الشمسِ بينَ سُحبِها
عينُ الحياةِ بلْ هو الحياةُ
بل نظرةٌ منهُ بها النجاةُ
وكلُّ عيشٍ دونَهُ مماتُ
فعينُهُ تروي الورى بعذبِها