- مناجاةٌ مع سيد الموحدين وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين (عليه صلوات المصلين).
أتيتُكَ أسعى حاملاً روحيَ السَغْبَى
فعاشَتْكَ إِذْ عَاشَتْكَ مَنْهَلَهَا العَذْبَا
أَتَتْكَ وآلافُ الجراحاتِ خَلْفَهَا
فأشْبَعْتَهَا عَطْفاً وأوليتَهَا حُبَّا
وأوردتَها حوضَ الولايةِ فانتشتْ
وعادتْ ربيعاً يُخصِبُ الواقعَ الجَدْبَا
وعاشتكَ نبراساً يُضِيءُ وُجودَهَا
فعادت (ضياءً) يكشفُ الليلَ والكَرْبَا
فأنعمْ بروحٍ صاغَهَا حبُّ حيدرٍ
وأكرِمْ بمن غذَّى وأعظِم بمن رَبَّى
ورحتُ على رغمِ الدُّجَى ألعنُ الدُّجى
ولا زالَ دربيْ مُشرقاً نيِّراً لَحْبَا
فنورُ (عليٍّ) لنْ يُغيِّبَهُ الردى
لأنَّ سَنَاهُ يملأُ الأفقَ الرَّحْبَا
وما نالَ منهُ بَرْقُ سيفِ (ابنِ ملجمٍ)
فنورُ (عليٍّ) يملأُ الشرقَ والغَرْبَا
وظنّ عِدَاهُ حين جاروا وأَرْسَلُوا
ظلامَ دُجاهمْ فَوقَ أنوارهِ سُحْبَا
سَيَخْفَى كأنَّ القوم قدْ غابَ عنهمُ
بأنّ سَنَاهُ شَعَّ في آيةِ القربى
وهل كيف ننساهُ أخا الدينِ والهدى
ويكفيْ بأنْ لولاهُ لم نعرف الرَّبَا
فيا أيُّهَا الليلُ الذي قادَهُ العَمَى
فقادَ على خِزْيٍ قوافلَهُ العَضْبَا
تعالَ لتنظرْ مَن أَبَتْهُ نُفُوسُكمْ
بِرغْمِكُمُ للكائناتِ غَدَا قُطْبَا
وها هوَ بابُ اللهِ يزهو ببابهِ
فَمَنْ جَاهُ جَاءَ اللهَ واخترقَ الحُجْبَا
ولا زالَ مهوىً للنفوسِ تحجُّهُ
فَجَنَّاتُهُ تستقبلُ العُجْمَ والعُرْبا
وأنتم وما أنتم! رمقتم إلى السَّمَا
ومِن غضبٍ قد أمطرت فوقكمْ شُهْبَا
ومحرقةُ التاريخِ أنتمْ وقودها
فليس سوى الإحراق يستأصلُ الجربى
ضياء السيد عدنان الخباز
1415/10/01هـ
بارك الله فيكم.. وعاش قلمكم الولائي.. ودمتم بخير سيدنا الفاضل