بشعبانَ يزهُو جَبِينُ القَمَرْ
بِنُورِ أَبي الأَوْصِياءِ الغُرَرْ
وَفيهِ ارتدَى الكَونُ ثَوْبَ الوُجُودِ
وَلَوْلا (الحُسَينُ) لَمَا قَدْ ظَهَرْ
تجلّى فكانَ جمالَ الإلهْ
فما الشمسُ مِن ضوئهِ ما القمرْ
براهُ المهيمنُ مِن نُورهِ
ومِنْ نُورِهِ اشتقَّ أبهى الصِوَرْ
فلولاهُ ما خُلِقَتْ جَنَّةٌ
ولولاهُ دينُ الهدى ما استقرْ
بِهِ لاذَ (فُطرُسُ) في مَهدِهِ
وَكَسْرُ جَنَاحَيْهِ مِنْهُ انجَبَرْ
ونحنُ بمشهدهِ عائذونْ
فمشهدُهُ مَفزَعٌ للبشرْ
ومَن جاءَهُ بعظيمِ الذنوبْ
لهُ ربُّهُ كلَّ ذنبٍ غَفَرْ
************
وَشَعَّ (أَبو الفَضْلِ) في أُفْقِهِ
فَلَمْ يَبقَ غَيْهَبُ إلا انحَسَرْ
كَسَاهُ الإلَهُ بِثوبِ الجَمَالِ
فَكَانَ مَدَى الدَهْرِ أَبهَى قَمَرْ
وكُلُّ مَعَانِيهِ فِيهِ انطَوَتْ
فَلولاهُ وَجْهُ الجَمَالِ اسْتَتَرْ
وَلَكِنْ تجلَّى لـ(أمِ البَنِينْ)
وَمنهُ جَمَالُ الوُجُودِ انتَشَرْ
أبو الفضلِ فالفضلُ منهُ إليهْ
إليهِ انتمى بل وعنهُ صدَرْ
لهُ صولةُ المرتضى حيدرٍ
فمنهُ العدوُّ إذا كَرَّ فَرْ
وبابُ الحوائجِ ما أمَّهُ
مَرُوعٌ بِحَاجةٍ إلا ظَفَرْ
************
وَلاحَ عَلى الأُفْقِ (زَيْنُ العِبَادْ)
فزيّنَ ذا الكونَ بحراً وَبَرْ
وطأطَأَ كُلُّ بَهَاءٍ لهُ
لأنَّ البَهَاءَ عَلَيْهِ انتَثَرْ
لَهُ الثَفِنَاتُ التي ألهَمَتْ
مَعَانيْ الخُضُوعِ جمَيِعَ البَشرْ
فلولاهُ ما سجدَ الساجدونْ
ولا عرَفَ الذِكْرَ مَن قد ذَكَرْ
لَهُ ثَفِنَاتٌ تُضِيءُ الوُجُودْ
وَمِنْهَا اسْتَمَدَّ الشُّعَاعَ القَمَرْ
وكَفَّاهُ حَتى وَإِنْ غُلَّتَا
تخُطَّانِ مَا شَا بِلوحِ القَدَرْ
************
وأشرقَ شِبْهُ نَبِيِّ الهدى
فحارتْ بوصفِ سَنَاهُ الفِكَرْ
شبيهُ الميامينِ أهلِ الكساءْ
لِكُلٍّ بهِ قَدْ تجلّى أَثَرْ
لقد أورثوهُ صفاتِ الكمالْ
فكانَ من الأصلِ أزكى ثَمَرْ
إذِ الأصلُ ما دامَ أزكى الأصولْ
ففي فَرْعِهِ ما بهِ مُدَّخَرْ
وباريهِ صوَّرَهُ صورةً
فكانت وربِّكَ أحلى الصِوَرْ
تحارُ أهذا هو المصطفى؟
أمِ المرتضى والهداةُ الغُرَرْ؟!
************
فَيَا شَهْرَ شَعْبَانَ فُقتَ الشُهُورْ
لذَاكَ اصطَفَاكَ النبيُّ الأغَرْ
تَألَّقتَ فَخْرَاً بِنُورِ (الحُسَينْ)
وَمِسْكُ خِتَامِكَ بِـ(المُنتَظَرْ)
إمامٌ بهِ رِزْقُ كُلِّ الوَرَى
ومِن يُمْنِهِ ذا الوُجُودُ استَقَرْ
إمَامٌ وَإِنْ غَابَ خَلفَ السَّحَابْ
وَلكِنْ لهُ كُلَّ آنٍ أثَرْ
إمامٌ لقد شَاهدتْهُ القُلوبْ
وإنْ لم يُشاهِدْهُ منّا البصَرْ
فأعظِمْ به ظَاهِراً في خَفَاهْ
وَأعظِمْ بهِ خَافِياً قَدْ ظَهَرْ