يا تربةَ الغَرْقدِ ماذا هُنَا؟
مِنْ هَا هُنا ينبعُ نهرُ السَنَا
هنا الترابُ صارَ صِنْوَ العُلا
بَاهى بهِ اللهُ جميعَ الدُّنَى
هنا تمنَّى عَرشُ ربِّ السما
بتربهِ القُدْسيِّ أنْ يُقرَنَا
هنا هنا العرشُ على مَا لهُ
من الشُموخِ للبقيعِ انحنى
هنا انحنى جبريلُ نحوَ الثرى
يرجو بلثمهِ بلوغَ المنى
هنا هنا الطُّورُ فقف عندهُ
تسمع صوتَ اللهِ (إني أنا)
هنا شموسُ الكونِ قد آثرت
ترابَهُ دونَ الفَضَا مَوطِنا
هنا الهدى عانقَ حصباءَهُ
والدينُ قد شادَ له مسكنا
هنا جمالُ (الحسنِ المجتبى)
تفتّحت وُرودُهُ سَوْسَنا
وقد كسا البقيعَ مِن حُسْنهِ
فصارَ كالجنّةِ بل أحسنا
هنا هنا (السجَّادُ) لما ثوى
كادَ ترابُ الأرضِ أن يُثفنا
هنا العِبَادُ قد ثوى زَينُهُم
بل مَن بهِ العالَمُ قد زُيّنا
هنا هنا أمُّ الكتابِ التي
أُودِعَ فيها عِلمُ ما كُوِّنا
قد فتَّقَ (الباقرُ) مَكنُونَهَا
فصارَ للعلم بها معدِنَا
هُنا هُنا (اللوحُ الإلهيُّ) في
خزائنِ (الصادِقِ) قد خُزِّنَا
هل قَلَمُ القُدرَةِ قد خَطَّهُ؟
أم (جعفرُ الصادِقُ) قد دوَّنا؟
هُنا هُنا لا ينتهي عَدُّهَا
فقف، وقلْ: حَسْبيَ أنّي هُنَا
ضياء ابن المرحوم السيد عدنان الخباز
المدينة المنورة
ربيع الثاني 1437 هـ