- بمناسبة اقتران ذكرى المبعث النبوي مع معجزة الإسراء والمعراج.
الليلةَ الأرضُ تهنِّي السّما
أم السّما تهنّئُ الأرضا
كلتاهما لأختِها أرسلت
مِنَ التهاني ما بهِ ترضى
فاللهُ مُذ قد بعثَ المصطفى
للأرضِ هنّتها السّما رَكْضا
وكيفَ لا وهيَ بهِ أشرقَتْ
وأومضَت بنورهِ وَمْضا
وعمَّت الحياةُ أرجاءَها
وقلبُها قد عاودَ النبضا
واعشوشبت بطلعةِ المصطفى
والقفرُ منها قد غدا رَوْضا
أرسله اللهُ بدينِ الهدى
فكان دينَهُ الذي يرضى
قد ارتضى الإسلامَ ديناً لهُ
ولم يزل على المدى غضَّا
وكلُّ ما سواهُ مِن شِرْعةٍ
قد رُفِضَت مِن بعدهِ رَفْضا
لا غروَ لو كانَ لها خاتِماً
فَهْوَ الذي قد بدأَ الفَيْضا
وبادلتْها الأرضُ آيَ الهنَا
لمَّا بهِ اللهُ لها أفضى
وكيف لا وهو بمعراجهِ
أضاءَ منها الطُّولَ والعرضا
ومن سماءٍ لسماءٍ سمَا
وخاضها بجسمهِ خَوْضا
حتى وطا العرشَ بنعلٍ لهُ
وشرَّفَ الكوثرَ والحَوْضا
وحينَ وافى سدرةَ المنتهى
أفضى له الحبيبُ ما أفضى
كقابِ قوسينِ وأدنى دنا
فاختصَّهُ لذاتهِ مَحْضَا
وشاهدَ الآيات من ربهِ
إِذْ عُرِضت أمامَهُ عَرْضا
ولم يعد في الكونِ مِن مُغلقٍ
إلا لقدسِ ذاتهِ فُضَّا
فعادَ والعالمُ في كفّهِ
أقبضهُ اللهُ لهُ قَبْضا
فحقّ للأرضِ تهنِّي السَّما
وللسّما تهنِّئُ الأرضا