نالت الكعبةُ ما قد أمّلَت
وعلى العرشِ الإلهيِّ علَت
مُذ لها أمُّ العلا قد أقبلت
ولها انشقّ من البيت الجدار
وبهِ قد وطأت أمُّ الهدى
دخلت والبيتُ قد نالَ المنى
حيثُ فيهِ المرتضى قد سكَنَا
ولهُ العرشُ من الأَوجِ انحنى
مَن يضاهيهِ بمجدٍ وفَخَار
وبهِ حيدرةٌ قد وُلِدا
وُلدَ الكرارُ في بيتِ الإله
وهوَ فضلٌ نالَهُ دونَ سِواه
فغدا القبلةَ في كلّ صلاه
وغدا للملأِ الأعلى مَزَار
ولهُ الأملاكُ خرّت سُجّدا
كانَ إذ ليسَ معَ اللهِ أحد
هيكلَ النُّورِ ولاهوتَ الأبد
جلّ ربي إن لهُ كانَ وَلَد
فالذي كانت لهُ الكعبةُ دَار
هو أحرى أن يكونَ الوَلَدَا
وَضَعتهُ أسَدَاً بِنتُ أسَد
مظهرَ القُوّةِ للهِ الصَمَد
فهو روحُ الكونِ والكونُ جسدْ
مَن ترى مثلَ عليٍ إنْ أشارْ
كُلُّ ما في الكونِ طَوعَاً سَجَدَا
هُوَ بابُ اللهِ منذُ الأزَلِ
شافعٌ للخلقِ حتى الرُّسُلِ
كُلّهم يدعو أغثني يا علي
فهوَ للخلقِ جميعاً مُستَجَار
خابَ مَن غيرَ عليٍ قَصَدَا