بسم الله الرحمن الرحيم
{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}
في هذا اليوم فقدت القطيف عالمًا من علمائها، وفاضلًا من فضلائها، وأستاذًا من أساتذتها، وجليلًا من أجلائها، ألا وهو سماحة العلامة الجليل الشيخ علي الحبيب (عليه الرحمة والرضوان).
لقد أفنى هذا الشيخ الجليل عمره في الدراسة والتحصيل، وتحمّل الكثير من متاعب الغربة وصعابها في سبيل طلب العلوم الدينية وتحصيلها، وحضر لدى أساطين الحوزات العلمية – كالأعلام الكبار والآيات العظام: السيد علي الفاني، والشيخ محمد طاهر الخاقاني، والسيد محمد الروحاني (قدّس الله أسرارهم) – ونهل من علومهم، حتى أصبح من أساتذة البحث الخارج والدراسات العليا في حوزة قم المقدسة، إلا أنه مع ذلك لم ينقطع عن الحضور في بحوث أعلام الحوزة، فبقي مستمرًا على الحضور عند زعيم الحوزة المباركة، الشيخ الوحيد الخراساني (دامت بركات وجوده) إلى آخر أيام بحثه الشريف، كما كان دائمَ الارتياد لمجلس سيدنا الأستاذ المعظم، السيد محمد صادق الروحاني (دامت بركات وجوده) وكثير المحاورة معه في المسائل العلمية، وكان السيد الأستاذ يجلّه ويحترم فضله وعلمه.
وكنتُ أراهُ في القطيف شديد الالتصاق بعلمائها الكرام وحججها الأعلام – كالعلامة الخطي والعلامة البيات والعلامة المرهون والعلامة العمران – معظّمًا لهم ومتأثرًا بسمتهم وهديهم وآدابهم، وكان في المقابل يحظى باحترامهم وتقديرهم.
وهو مع كلِّ ذلك بعيدٌ كلَّ البعد عن الادّعاءات الفارغة، والأنانيّات الزائفة، مشتغلٌ بنفسه، وعاكفٌ على بحثهِ ودرسه، وقد طبعَ أخيرًا بعض مؤلفاته النافعة، فرحمه الله تعالى رحمة الأبرار، وأعلى درجته عند النبي وآله الأطهار (عليهم السلام)، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
ضياء السيّد عدنان الخبّاز
الأربعاء ١٤٤٤/٣/١هـ