بسم الله الرحمن الرحيم
(إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة، لا يسدها شيء إلى يوم القيامة)
بآهات الحزن والأسى، وآلام الأسف أنعى رحيل شيخ المراجع العظام، سماحة آية الله العظمى، الشيخ لطف الله الصافي الگلبيگاني (قدّس الله نفسه الزكية).
وبرحيلهِ المؤلم تهاوت قلعةٌ حصينةٌ من قلاع التشيّع الشامخة، وتنكّست رايةٌ خفّاقةٌ من رايات الدفاع عن حريم الولاية، وتداعى علَمٌ كبيرٌ من أعلام الشعائر الحسينيّة المباركة، وثُلم ركنٌ راسخٌ من أركان مدرسة الفقهِ التقليدي الأصيل، وانطوت صفحةٌ مشرقةٌ من صفحات المرجعية الدينية الحقّة، ونضبَ رافدٌ ثَرٌّ من روافد الأصالةِ والعمق، وانكسرَ قلمٌ سيّالٌ من أقلام المعارف الوحيانيّة المحكمة.
فالخسارةُ برحيلهِ كبيرة، والثلمةُ بفقدهِ عظيمة، والتعويضُ عن مثلهِ على المدى القريب أمرٌ في غاية الصعوبة.
وبهذه المناسبة نرفع أحرّ تعازينا إلى حضرة ولي الله الأعظم، إمام العصر وسلطان الزمان (أرواحُ مَن سواه فداه)، وإلى جميع مراجع الطائفة العظام (دامت ظلالهم المباركة)، وإلى جميع الحوزات العلمية المباركة (صانها الله تعالى من كل سوء).
اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنَا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا، وَقِلَّةَ عَدَدِنَا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنَا، وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا، فَصَلِّ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنَّا عَلَىٰ ذٰلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطَانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُنَاهَا، وَعَافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُنَاهَا، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
ضياء السيد عدنان الخباز
1443/6/29هـ