أبو طالب (ع) أوراقٌ لم تُقرَأ

  • يهتمّ هذا الكتاب بتسليط الضوء على الجوانب الملكوتية من شخصية مولانا أبي طالب (عليه السلام)، من خلال بيان العديد من كمالاته ومقاماته الإلهية.
  • المادة الأولية للكتاب عبارة عن محاضرات منبرية ألقاها سماحة السيد في ليالي ذكرى وفاة أبي طالب (عليه السلام) على مدى مواسم رمضانية عديدة.
  • قام بتقرير المحاضرات الأستاذ الموفّق خالد العاشور (زاده الله توفيقًا).
  • صدرت الطبعة الأولى عن دار المحجّة البيضاء في بيروت، في شهر ذي القعدة من عام 1446هـ، في 567 صفحة.
  • يتكوّن الكتاب من مدخل وأربعة فصول:
    • المدخل: لمحاتٌ تاريخيةٌ من حياة أبي طالب (ع)
    • الفصل الأول: كمالات أبي طالب (ع)
    • الفصل الثاني: أدوار أبي طالب (ع)
    • الفصل الثالث: مقامات أبي طالب (ع)
    • الفصل الرابع: حقوق أبي طالب (ع)
  • تصفّح مقدمة الكتاب وفهرسه

مقدمة الكتاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على أشرف بريته وخير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

أما بعد:

فإنَّ ما كُتب حول سيدنا ومولانا أبي طالب (ع) لا شكَّ أنّه كثيرٌ جدًا، حتى تسنى لغير واحد من الباحثين أن يُعدّ معجمًا ببلوغرافيًا لرصد وإحصاء المؤلفات التي كُتبِت فيه (ع)، فكانت تناهز الأربعمائة وربما أكثر، غير أنَّ الطابع العام لهذه المؤلفات هو البحث حول مسألة إيمانه (ع)، ودفع الشبهات التي يستند إليها خصوم الشيعة لإثبات كفره ــ حاشا ساحته المقدسة ذلك ــ مما ترك مساحات فارغة ترتبط به (ع) لم تُشبع حتى الآن.

وجزى الله هؤلاء الأعلام والباحثين خير الجزاء، لما بذلوه من الجهد في سبيل الدفاع عن سيد البطحاء (ع)، فقد أثروا المكتبة الإسلامية بتحقيقات قيّمة وبحوث بديعة، انتصروا من خلالها لناصر الرسول (ص) ومحاميه، والمدافع الأوّل عن دين الله تعالى وشريعته الخالدة.

وإنَّ إحدى تلكم المساحات التي أشرتُ إليها قريبًا ــ والتي أتمنى أن يتصدى لها بعض الإخوة الباحثين ــ هي جمع المادة الروائية والتاريخية المرتبطة بأبي طالب (ع)، وترتيبها ترتيبًا موضوعيًا، فقد لاحظتُ أنها كثيرة جدًّا، ولكنها متناثرة بين طيّات مجاميع الحديث، ومبثوثة في بطون كتب التاريخ، فهي شتاتٌ هائل يحتاج إلى الجمع والتبويب والتنظيم، وهذا الأمر وإن كان يبدو سهلًا لأوّل وهلة، ولكنه معترك وعر يحتاج إلى بذل جهود مضنية في تتبع المادة المتناثرة، وهو ما يستلزم قراءة العشرات من الكتب، والتنقيب فيها، والبحث عن الخبايا في الزوايا والخفايا، ثمَّ العمل على تبويب تلك المادة وتنظيمها، ولو قُدِّر لأحدٍ التوفيق للقيام بهذه المهمة الهامة، فإنه سيسدي للمكتبة الدينية ــ سيما الشيعيّة ــ خدمة كبرى، وسيحتل مشروعه موقعًا مهمًّا، ويكون مرجعًا للباحثين والمحققين.

ومن جملة تلك المساحات التي وجدتها شاغرة ــ ولا زالت ــ هي مساحة البحث حول مقامات أبي طالب (ع) وكمالاته، إذ قد آنَ الأوان أن نخرج شخصية أبي طالب (ع) من قفص الاتهام، ونجعلها في الموضع الذي وضعها الله تعالى فيه، عن طريق التعريف بمقامه الإلهي وشخصيتهِ الملكوتية، طبقًا لما وصلنا من النصوص الدينيّة الشريفة، وهذا ما دعاني عبر سنوات عديدة أن أُخصِّص ليلةً من كل شهر رمضان للحديث عنه، أتناول فيها مقامًا من مقاماته، أو شأنًا من شؤونه، أو كمالًا من كمالاته، حتى اجتمعت من ذلك هذه المادة الماثلة بين يديك.

وقد قام الأخ العزيز المتفقِّه، الصفي الوفي الموفّق، الأستاذ خالد، نجل والدنا المؤمن المرحوم الحاج علي معتوق العاشور (حفظه الله ورعاه) بكتابة تلك المجالس وتقريرها، وبذلَ جهدًا فائقًا في تخريج المصادر والتعليق عليها بتعاليق مهمة ونافعة، وقد قمتُ بمراجعة الكتاب ــ متنًا وهامشًا ــ فألفيته ــ بحمد الله تعالى ــ عملًا قيّمًا وجهدًا موفقًا، وإني إذ أبارك له هذا العمل أسأل الله تعالى ــ بحق المولى أبي طالب (ع) ــ أن يأخذ بيده، ويضاعف من توفيقه، إنّه كريم مجيب.

وحين أكملتُ مراجعة الكتاب، وأضفتُ إليه ما تلزم إضافته -ممّا لم يكن منسجمًا مع فضاء المنبر الشريف- اخترتُ له عنوانًا يقترب من مضامينه، فأسميته: (أبو طالب “عليه السلام” أوراقٌ لم تُقرَأ)، إذ قد اتّضح أنَّ جوانب جمّة من شخصيته (ع) المباركة لا زالت غضّة لم تُطرَق، وقد آثرنا قراءتها وتسليط الضوء عليها بمقدار ما اتّسع له الوقت وساعد عليه التوفيق، وكلُّ الرجاء أن نكون قد وُفّقنا بهذا العمل لإضافة لبنة جديدة من لبنات البناء العقدي، وتشييد معلم من معالم الولاء العلوي، سائلين من المولى الكريم (تبارك وتعالى) أن يتقبّله بأحسن القبول، ويرزقنا به ألطاف سيدنا أبي طالب (ع) وبركاته، والفوز بشفاعته، والحشر في زمرته.

ضياء بن المرحوم السيد عدنان الخبّاز
القطيف – المدارس
يوم السبت 1445/6/16هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *