- كتاب فكري يتناول أربع عشرة مسألة من المسائل الجدلية المعاصرة المثارة حول الفكر الديني.
- المادة الأولية للكتاب كانت عبارة عن مجموعة من المحاضرات المنبرية
- يتضمّن 14 جدلية:
- جدلية الدين والأصالة
- جدلية الدين والفطرة
- جدلية الدين والحاجة الأزلية
- جدلية الدين والتعدّدية
- جدلية الدين والنزعة الإنسانية
- جدلية الدين والكرامة الإنسانية
- جدلية الدين والمرأة
- جدلية الدين والحقوق
- جدلية الدين ويُسر التشريع
- جدلية الدين والعقل
- جدلية الدين والعلم
- جدلية الدين والخرافة
- جدلية الدين والسلمية
- جدلية الدين والسماحة
- طُبِع في شهر ذي القعدة من عام 1443هـ عن دار المرتضى ببيروت في 439 صفحة من القطع الوزيري
- رابط تصفّح مقدّمة الكتاب وفهرسه
جاء في مقدّمة الكتاب:
من الظواهر المؤسفة جدًّا في مرحلتنا الزمنيّة ظاهرتان:
أ- الظاهرة الأولى: ظاهرة استنزاف الجهود في ردّ الشبهات المتكالبة.
وأظنّ أنَّ ذلك ليس وليد الصدفة والاتفاق، وإنما هو وليد الاهتمام والاستهداف، فقد فطنَ أعداء الدين إلى أنَّ له من كنوز المحاسن والمعارف ما لو تمّ إبرازه لكفى في شدّ انتباه العالم إليه وتأثّرهم به.
وحتى لا يتفرّغ الدينيّون لإبراز تلك الكنوز الثمينة في مختلف مجالاتها، كان المخطّط هو إشغالهم بالدفاع عن منظومتهم الدينيّة، ليتمّ استنزاف كافّة جهودهم في هذا المجال.
وهذا ما يُبرز حاجتنا في خطٍ موازٍ لخطّ الدفاع لاهتمامٍ جادّ وفائق بإبراز محاسن الدين وقيمه ومعارفه بما يتناسب مع ثقافة هذا العصر ومتطلباته.
ب- الظاهرة الثانية: ظاهرة الانهزامية الفكريّة في قبال شبهات اللادينيّين.
وقد لفتت نظري هذه الظاهرة أثناء متابعتي ومطالعتي لردود العديد من المتصدّين للإجابة عن الشبهات ممّن لا يمتلكون رصيدًا علميًّا، أو يرتجلون الإجابات من غير أناةٍ وتدقيق.
وكارثةُ هؤلاء أنّهم عوضَ أن يُبرزوا قوّة الدين ومتانة تشريعاته، يسهمون من حيث يلتفتون أو لا يلتفتون – وتحت مسمّى الفكر والتجديد ونحوهما – في توهين الدين، وإبرازه في صورة المُتَّهم الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وليس بيده إلا أن يطلب الصفح والعفو من محاكميه، وليت هؤلاء يعرفون حجم أنفسهم، ويتركون هذا الميدان لرجاله وفرسانه، لئلا يسهموا في استنزاف المزيد من الجهود التي تهتمّ بالردّ على ردودهم المنهزمة.
ونظرًا لحداثة الكثير من الشبهات في زماننا، وتمددها المخيف نتيجةَ ما تحظى به من الزخم الإعلامي الواسع، فقد كان من اللازم – على أرباب العلم والفكر – تأسيس حقل معرفي جديد يُعنى بها ويستوفيها بحثًا ودراسة، وهو ما تمّ – بحمد الله تعالى – تأسيسه تحت مسمّى (علم الكلام الجديد).
وهذا الحقل وإنْ كان لا يزال غضًّا طريّ العود، وبحاجةٍ إلى المزيد من تكاتف الجهود وتلاقح الأفكار في سبيل وصوله إلى مرحلة النضج والاكتفاء، إلا أنّ ما نلمحه في الأفق من الإسهامات الجادّة والعطاءات الثريّة يبعثُ على التفاؤل بدراساتٍ قيّمة ووافرة في هذا المجال على المدى القريب إن شاء الله تعالى.
وقد جاءت بحوث هذا الكتاب المسمّى بـ(الدين والجدليّات المعاصرة) لتسهم – مع الاعتراف بأنها جهدُ المُقِلّ – ولو إسهامًا صغيرًا في هذا الحقل المعرفي المهم، وكلُّ الأمل أن تكون بوّابةَ دخولٍ إلى دراسات أوسع وأعمق بتوفيق الله تعالى وحوله وقوته.
ولا يفوتني في نهاية هذه المقدمة أن أشير إلى أنّ المادة الأساسية لهذا الكتاب قد كانت عبارة عن مجموعة من المحاضرات المتفرقة، وقد تمّ جمعها وتفريغها وتقريرها وصياغتها طبقًا للأدبيّات المتعارفة في عالم القلم والكتاب، وربّما اقتضى ذلك تفصيل المجملات وبسط المختصرات.
على أنّ جزءًا من مادة هذا الكتاب سبق وأن نُشر في كتاب (وجهًا لوجه بين الأصالة والتجديد)، ولكنّه لمّا كان متقاطعًا مع بعض محاضرات هذا الكتاب آثرنا إدراجه فيه، مع التصرّف في أكثره بالدمج تارة والتفصيل تارة أخرى أو بهما معًا.
والمرجوّ من الله تعالى الرضا والقبول، ومن القرّاء الأعزّاء الدعاء بالمزيد من التوفيق لخدمة دين الله تعالى وشريعته الغرّاء.